فاصلة:
(نحن نفقد مناعتنا، ونصبح هدفاً للسخرية فحسب، بسبب ادّعاءاتنا)
-حكمة فرنسية-
نقتل أجمل ما في حياتنا حين نحولها إلى دراما، والسؤال كيف نفعل ذلك دون شعور؟
سأعطيكم أمثلة:
موقف مزعج لك لا تكتفي بانفعالك المؤقت به بل تعيد حكاية الموقف بكل تداعياته إلى من حولك أكثر من مرة وينتهي ذلك بشعورك الأكيد أنك ضحية، أو أنت لا تفعل ذلك بل تعيش مع من يفعلون ذلك وتصبح مثل الجالس مع المدخنين يتأذى وإن لم يتعاط السجائر.
أو تتابع بحرص شديد الأخبار فتنتقل من قناة تلفزيونية إلى أخرى لمتابعة أخبار الحروب والصراعات ورؤية الضحايا وصور الدماء والمحرومين من الحياة الكريمة وبذلك تكون أضعت ساعات طويلة من وقتك وأنت تغذي عقلك اللاوعي بصور العنف ومع الاستمرارية سوف تجد أنك اعتدت هذه الصور العنيفة، وبشكل أو آخر ستمارس شيئاً من العنف في حياتك ثم تتساءل لماذا أنا عصبي ومتشائم؟!..
أو أن تكون مشتركاً في أكثر من مجموعة في برنامج «الواتس اب» و»التليجرام» وتستقبل الأخبار المزعجة والنكات التي تنطوي على رسائل تهدم القيم وتبرز أسوأ ما في مجتمعك ولا يحق لك أن تناقش لأن الناس مختلفون في درجة وعيهم وبالتالي تضيع طاقتك وأنت تحاول أن توضح وجهة نظر ليست في مستوى إدراك البعض.
وتتساءل ما قيمة اشتراكك في مجموعات لا تقدم لك معلومة مفيدة أو خبرة إنسانية متميزة؟
هذه بعض من ملامح الدراما التي نعيشها في حياتنا مستسلمين لآثارها على طاقتنا ومن ثم على نتاجنا وأسلوب حياتنا التي نعيش.
وأنت صاحب القرار أن تكون بطلاً في دراما حياتك أو لا تكون.