أخطاء TEDx في السعودية

قبل أن يكون TEDx صيغة مهرجانية تجمع المهتمين بالأفكار الجديدة، هو في الأصل (محتوى)، وبدون المحتوى لا قيمة له، والمحتوى في TEDx قائم على فلسفة ( أفكار تستحق الانتشار )، ما يعني تجنب صيغ : النصائح والإرشاد والتوجيه وممارسة الأستاذية على الحضور أو عرض الفقرات الترفيهية.

ويغيب على كثير من المنظمين لفعاليات TEDx هذه المعاني، ما يجعل الفعالية (فارغة من مضمونها ) التي من أجلها جاءت، ويطغى على الفقرات ثقافة النصح والتوجيه والخطابة، الأمر الذي يضعف هذه الفعاليات ويقلل نسبة الحضور لها.

الأفكار المدهشة هي الأصل الذي ينبغي أن يقوم عليه TEDx السعودية، ولا مجال في ذلك للاجتهادات من غير المتخصصين أو من غير العارفين، ولا مجال لأن ترفع تقارير ضعيفة عن أسلوب السعوديين في التنفيذ (شكلا ومحتوى) لأن المجتمعات الآخرى تعرف ما معنى TEDx، وما هي مبررات وجوده.

وباختصار TEDx تعني: أن لديك أفكارا عملية (اشتغلت) معاك بشكل فعال، وتأتي إلى موقع الحدث لتعلن عنها بهدف انتشارها وتطبيقها في أماكن أخرى خدمة للبشرية، وهي أفكار (خدمية) وليست أفكار (تجارية) تطلقها في الهواء عبر منصات TEDx ليشاركك العالم تطبيقها.

المنظمون يتحملون أخطاء فعاليات TEDx في السعودية، ويتحملون مسؤولية المحتوى الضعيف، ويتحملون انحراف الفعالية عن مسارها، ويتحملون مسؤولية اختيار المتحدثين غير الواعين لمعنى الفعالية، والأخطاء لا تعني الفشل وإنما تعني أن هناك شيئا ما يتطلب التصحيح.

وأهم معايير نجاح TEDx هي قوة الأفكار المختارة، وليس أهمية الأشخاص، الأشخاص في هذا الحدث لا يعنون شيئا أبدا، بقدر ما تعني الفكرة الملهمة، وقوتها، وأصالتها، فإذا لم يكن لدى المرشح فكرة مدهشة، فلا داعي لاعتلائه المنصة.

وهنا تأتي أهمية TEDx، من حيث أن الفكرة المتميزة هي جواز عبورك للمنصة، فلا وساطات في TEDx، ولا محسوبيات، وهذا يجرنا إلى سؤال كبير : كيف تلقينا TEDx؟؟ ربما تكون الأسطر السابقة بها بعض الإجابة.