تتعجب فعلا من فكرة (امتياز) البنوك التي تمارسها المؤسسات المصرفية بشكل موحد، ومصدر التعجب أنها تعتمد على (معدل رصيدك) البنكي شهريا بحيث لا يتجاوز (100) ألف ريال، بمعنى آخر أنك (عميل امتياز) طالما المعدل قائم، وتكون (عميلا عاديا) عندما تتغير السيولة إلى أقل من المعدل.
وهنا تحدث المفاجآت غير السارة، قد تأتي للبنك باعتبارك (عميل امتياز) وتذهب للمكتب المخصص لذلك لتحظى بتعاملات سريعة وخدمات خاصة، وتفاجأ أن الموظف يعتذر (بكل أسف) أنك الآن وفي هذه اللحظة لست (عميل امتياز) لأن معدل رصيدك الشهري أقل من 100 ألف ريال، ويطلب منك (بكل أدب) أن تترك مكتبه و(تمسك) طابور مع بقية عباد الله.
هنا تشعر بأن (فكرة الامتياز) متعلقة (بالنقود) وليس (بالإنسان) ولا حتى سنوات الالتحاق بالبنك أو التزامك في سداد القروض أو ملفك الناصع البياض معهم، تشعر أن البنك لا ينظر إليك على أنك إنسان له احترامه وتقديره كعميل وكإنسان وكمواطن، بقدر ما ينظر إليك على أنك (دولار) تعتمد مكانته على قيمته السوقية، فكثير من العملاء لا يريد أن (يتراوح) بين عميل امتياز وعميل عادي، ولا يريد أن يكون مجرد (ورقة مالية) لا غير.
في تقديري الشخصي، فكرة الامتياز فكرة (غبية) تدخل البنك في صراعات مع العملاء وتضع موظفي البنوك في حرج كبير مع أصحاب الامتيازات (المؤقتة)، وتحديدا عندما يتصل (بعميل الامتياز) ويقول له: إما أن تدعم رصيدك لتحافظ على معدل الامتياز أو (عذرا سنفصل) خدمة الامتياز عنك !!!!!
العملاء لا يريدون أن يضعهم (البنك) على كف عفريت، لا يعلم متى يصبح خارج نطاق خدمة (الامتياز)، خاصة أن كثيرا من البنوك لا يشعرون العميل بذلك، وإذا أشعره بذلك يكون الهدف (زد رصيدك) وإلا ...
العلاقات الإنسانية مع العملاء، هي الفكرة التي ينبغي أن تسود في بيئة البنوك حتى تكون أكثر قربا من العملاء، والتخلص فورا من فكرة (عميل الامتياز) أو يتم تغييرها لتكون أكثر ثباتا كما يحصل في شركات الاتصال التي تبقي (عميل التميز) على طول الخط، وفي حالات نادرة أو معايير معينة يمكن أن تسحب منه.