فاصلة:
(ليس ثمة طريقة وحيدة لدراسة الأمور)
- حكمة يونانية -
استكمالاً لإجراءات الدولة في جهودها لمكافحة العنف الأسري من خلال وحدة الحماية الاجتماعية التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية، وعدتكم أن نجد جواباً لإهمال الإعلام لهذه الجهود، فإنه من المهم أن نعرف أن الإعلام لدينا لا توجد لديه إستراتيجية للتعامل مع قضايا النساء، كما أن ضعف الحركة النسوية السعودية لم تستطع أن تؤثر في الإعلام مثلما حدث في العالم الغربي حين استثمرت النسويات قضايا العنف في الإعلام لتلفت النظر إلى قضايا المرأة وتحسن من صورتها في الإعلام.
وفي اتجاه آخر بعد أن تحدثنا على مدى مقالتين عن دور وزارة الشؤون الاجتماعية يجدر أن نتساءل لماذا لا توجد لدينا شرطة مجتمعية؟
معظم المجتمعات القريبة منا جغرافياً وثقافياً لديها هذا النوع المتحضر من خلق جسر تواصل بين المؤسسة الأمنية (مراكز الشرطة) وبين مؤسسات ونخب المجتمع.
مهمة الشرطة المجتمعية التواصل والتفاعل لتحقيق أكبر قدر من المشاركة الحقيقية بين الشرطة والمجتمع في تحمّل المسؤوليات الأمنية.
في ورقة عمل بعنوان (الوظائف الأساسية للشرطة المجتمعية) تجربة شرطة دبي قدمها الرائد الدكتور جاسم ميرزا بالتعاون مع جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية في عام 2005 في ندوة مفهوم الشرطة المجتمعية، حدد الباحث وظائف الشرطة المجتمعية تطبيقاً على تجربة القيادة العامة لشرطة دبي كالتالي:
أولاً: تحسين الصورة الذهنية لرجل الشرطة من خلال احترام الجمهور وتبسيط الإجراءات.
ثانياً: فتح قنوات الاتصال المباشر مع الجمهور لتقديم المشورة عن طريق الهاتف.
ثالثاً: مشروع زرع الثقة بين الأجهزة الأمنية وأفراد المجتمع.
رابعاً: مشروع زرع الثقة بين الأجهزة الأمنية وأفراد المجتمع.
رابعاً: العمل على توعية وإرشاد المجتمع بشأن المسائل الأمنية.
خامساً: التعاون مع جمعيات النفع العام.
سادساً: تطوير العمل بمراكز الشرطة العامة حيث يصبح المركز جزءاً من المجتمع يعيش مع أفراد المجتمع مشكلاتهم الخاصة بأدق تفاصيلها ويسهم في علاجها.
سابعاً: المشاركة الأهلية في الأنشطة التي تضطلع بها المؤسسات واللقاءات الشبابية.
ثامناً: طرح البرامج الوقائية التي تستهدف مشاركة الشباب في العملية الأمنية.
السؤال المهم: لماذا لا يكون لدينا شرطة مجتمعية تسهم أولاً في تسهيل مهمة الجهات التي تتعاون لأجل مكافحة العنف الأسري؟
فالمعروف أن أفراد الشرطة العاملين في الشرطة المجتمعية سيتلقون تدريباً في التعامل مع المشكلات المجتمعية، إضافة إلى وجود قسم نسائي في المراكز يساعد أفراد الشرطة في التعامل مع حالات النساء، وبالتالي يكون التعامل مع المشكلات المجتمعية مزيجاً بين الأمن والمعالجة الاجتماعية.
ثم إن تجارب الشرطة المجتمعية ناجحة فما الذي يمنعنا من تطبيق التجارب الناجحة ولدينا جهاز أمني مميز؟