شهدت عروس البحر الأحمر مناسبة تاريخية كبيرة تمثلت في افتتاح استاد مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة، حيث أقيمت المباراة النهائية بين فريقي الأهلي والشباب على كأس خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله - حفظه الله ورعاه - للأندية الأبطال، ونال جميع المشاركون في هذه المناسبة شرف السلام على راعي المباراة - حفظه الله -، بالإضافة إلى تخليد هذه الذكرى لأسمائهم كمشاركين في أول بطولة ومباراة تقام على هذا الاستاد بعد افتتاحه، فقد تم اعتماد هذا المشروع الوطني الكبير قبل عامين بعد صدور الأمر الملكي بإنشاء مدينة رياضية متكاملة في محافظة جدة، وقد تم تنفيذ هذا المشروع من قبل شركة أرامكوا السعودية وبوقت زمني قصير وهي تملك كذلك حقوق تشغيل الملعب بالإضافة إلى تنفيذه.
ولعل ما يميز مشروع مدينة الملك عبدالله الرياضية وملعب الجوهرة المشعة هو التصميم الفريد للمدينة الرياضية والذي يجعله ينافس في روعته كبرى الملاعب العالمية، حيث يرمز التصميم للجوهرة التي يشع منها النور بالاضافة الى باقي أجزاء الملعب والتي بُنيت على هيئة مشربية لتلقي بظلالها على أروقة الملعب الداخلية مما يجعله تصميماً غاية في الروعة والجمال يعكس أصالة عروس البحر الأحمر.
ويمكننا القول إن هذا الإنجاز الكبير عبر تدشين أكبر وأحدث المدن الرياضية على مستوى الشرق الأوسط يعتبر نقلة نوعية غير مسبوقة في مجال تطوير الرياضة السعودية وبيئة الملاعب، حيث بإمكان هذا الملعب استضافة خمسة وستين ألف متفرج في مدرجات منظمة ومقاعد مرقمة عبر ثلاثة طوابق رئيسية وثمانية عشر مقصورة خاصة وملكية بالإضافة إلى قاعة للاجتماعات والمؤتمرات والمناسبات الرياضية، وقد تم تنفيذ هذه المدينة وفق المواصفات المعايير المعتمدة من الاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA، حيث يوجد بالمدينة ثلاثة ملاعب كرة قدم خارجية وأربعة ملاعب للسداسيات وملعب أولمبي مستقل لألعاب القوى وستة ملاعب تنس أرضي بالإضافة إلى صالة رياضية مغلقة تتسع لأكثر من عشرة آلاف متفرج.
كذلك فقد تم بناء مسجد كبير للجماهير بالإضافة إلى العديد من المصليات الداخلية، مع توفير مواقف تتسع لأكثر من عشرين ألف سيارة، وقد روعي كذلك في التصميم حساب محطة للقطار مستقبلاً بالإضافة إلى توفير العديد من النقاط والأكشاك داخل الملعب لفروع المطاعم العالمية، ولعل ما تحتويه هذه المدينة من تسهيلات وخدمات للزوار مع اشتمالها على العدد من المزايا إلا أن أهمها هو مراعاة إخوتنا من ذوي الاحتياجات الخاصة بحيث يمكنهم الحضور والاستمتاع بالمشاهدة بدون أية عوائق.
ولعل ما يميز هذه النقلة الرياضية الكبيرة بالإضافة إلى ما تم ذكره هو تطبيق الآلية الجديدة التي طالما انتظرها الجمهور بعد صبر طويل وتصاريح كثيرة من رابطة دوري المحترفين، فها هي أرامكو تضمن لكل مشجع أن يأتي للملعب ولو قبل المباراة بزمن قصير ليجد أن مقعده ما زال في انتظاره، حيث إن لكل تذكرة باركود للبوابة الإلكترونية موضح بها رقم المقعد الخاص بحامل التذكرة والصف بالإضافة إلى وجود عدد مناسب من الأفراد لتنظيم الدخول والخروج لجميع الجماهير بصورة انسيابية منظمة.
إن هذا الصرح الرياضي الكبير قد تم إنجازه بتوجيهات من لدن خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - بعد فضل الله وتوفيقه ليجسد للشباب والرياضين بمختلف شرائحهم مدى اهتمام قيادتهم الرشيدة وخصوصاً ما تقوم به الرئاسة العامة لرعاية الشباب من وتوفير شتى السبل وتسخير الإمكانيات لعمل المنشآت الرياضية الحديثة وتطوير بيئة الملاعب الرياضية التي من شأنها المساهمة بفاعلية لنهضة الرياضة بالمملكة وستخدم الشباب والرياضيين في العديد من المناسبات وتثبت للجميع أن كل شيء يمكن تحقيقه في ظل إدارة فاعلة ورؤية إستراتيجية واعدة تحقق ما يحلم به جميع المهتمين بالحركة الرياضية بالمملكة.