تابعت التصريح الذي أدلى به رئيس نادي الاتفاق الأستاذ عبدالعزيز الدوسري عقب هبوط النادي لدوري الدرجة الأولى للمحترفين ركاء، والذي أشار به إلى عدة أسباب يعتقد بأنها أدت إلى هبوط النادي إلى الدرجة الأولى لعل أهمها سكوت الإدارة عن العديد من التصرفات التي كانت تحاك ضد النادي وإدارته حسب تعبيره بالإضافة إلى سماحهم للتدخلات الإدارية في مهام عمل وإدارة النادي لبعض الأشخاص من قبيل المجاملة ومن باب التقدير لهم.
إن تعرض فريق الاتفاق العريق وصاحب التاريخ المليء بالإنجازات لهذه الصدمة والتي تحدث للمرة الأولى في تاريخه كان لها وقع وصدمة على الجميع سواء من الجماهير أو اللاعبين وليس الإدارة فحسب، ولعل هذه الصدمة ستكون خطوة للتصحيح في مسيرة النادي بحيث يتم من خلالها تلافي الأخطاء التي وقعت بها الإدارة الحالية للنادي وأدت إلى تدني نتائج الفريق ومن ثم هبوطه للدرجة الأولى.
ويمكننا القول: إن ما صرح به رئيس النادي عبدالعزيز الدوسري ليعتبر شجاعة منه في تحمل المسؤولية التي أُنيطت به، حيث إن صناعة النجاح تقع على عاتق الإدارة بشكل أساسي فالإدارة الناجحة هي التي تخطط وتنظم العمل الإداري وتشرف وتوجه العاملين بالنادي من أجل القيام بالمهام المطلوبة والمعتمدة حسب المنهج الإداري العلمي المُتجه نحو تحقيق الهدف الذي يسعى إليه الجميع وهو تحقيق البطولات والإنجازات الرياضية خلال المنافسات.
ولكن لا يمكن لأي إدارة تحقيق الإنجازات الرياضية بدون وجود إيرادات كافية تدعم استمرار النشاط الرياضي بالنادي، نظراً لكون هذا النشاط تنافسيا فهو قائم على استقطاب اللاعب الأفضل والمدرب الأميز بالإضافة إلى الكوادر الإدارية المؤهلة وأصحاب الخبرات في تنمية الموارد للنادي، فالمال هو عصب الحياة وهو العمود الفقري للنادي فإذا ما اختل هذا العمود أثر على قدرة النادي للوقف على قدميه بصورة مباشرة وإذا لم يتحقق ذلك الدخل فلن يستطيع النادي جذب الكفاءات والفنيين المهرة إليه.
وغالبا ما يلام رئيس النادي وأعضاء الشرف في عدم تقديمهم الدعم الكافي للنادي من الناحية المادية وهذا بحد ذاته يعتبر خطأ قاتلا تقع به غالبية الإدارات في الأندية، فالإدارة الجيدة هي التي تصنع المال من خلال استغلالها لمنتجات النادي وشعبيته الجماهيرية بصورة مباشرة عبر تقديم منتجات وخدمات وبرامج تستهدف عشاقه وبالتالي سيقدمون على شراء تلك المنتجات بصورة تدعم خزينة النادي أسوة بما هو معمول بنادي الهلال والنصر بالرياض والاتحاد والأهلي بجدة.
فالمعضلة المالية التي تشكل النسبة العظمى من غالبية مشاكل الأندية الرياضية وهي مشكلة مزمنة ومستمرة وكان يجب على إدارة الاتفاق العمل على حلها خلال الفترات السابقة، فهذا الخطأ تقع به العديد من الإدارات في الأندية وبالتالي يتم لومها في حال تعرض النادي أو الفريق لأي تقصير أو خلل إذ لابد من يتم تسليم العاملين واللاعبين مستحقاتهم بصورة أولية ودورية وأن أي تأخير سيؤثر على الأداء بصورة مباشرة.
ولعل ما صرح به الدوسري من ضمن الأخطاء أنه سمح لبعض الأشخاص التدخل في الإدارة من باب التقدير وما إلى ذلك، ولعل ما قامت به إدارة الدوسري هذا يعتبر من أكبر الأسباب التي تهدم العمل الإداري في النادي لأن السماح للدخلاء حتى ولو كانوا من عشاق النادي من شأنه أن يضر بسير العمل بصورة مباشرة نظرا لاختلاف الآراء والوجهات والطريقة بين شخص وآخر.
ودائما ما يسمح لبعض الأفراد سواء كانوا من أعضاء الشرف أو آخرين التدخل بالنادي نظراً لحاجة تلك الإدارة لأموالهم فهم يشرطون التبرع المادي في الغالب بشروط معينة كاستقطاب اللاعب المحدد أو المدرب، بل قد تتجاوز تلك التدخلات إلى ما هو أبعد من ذلك كأن يلزم النادي بلاعب معين في مكان محدد من أرض الملعب أو أن يلعب أمام فريق معين دائما وما إلى ذلك.
إن مبدأ وحدة الهدف وآلية صناعة القرار يوجب على الإدارة عدم السماح لأي عنصر التدخل فيها سواء كان ذلك العنصر فردا في النادي وليس من صلاحياته أو مهامه التدخل أوكان من العشاق والجماهير، فهناك فرق بين إبداء الرأي وفرض الرأي، فالإدارة ذات التخطيط الجيد والفعال من شأنها إقفال ذلك الباب بشكل نهائي ووضع بعض البدائل لاستقبال الآراء والمقترحات فقط.
إن العمل الإداري الجيد والمميز من شأنه أن ينعكس على النادي بصورة مباشرة وعلى مراحل زمنية طويلة الامد وما تعرضت له إدارة الدوسري مثال واقعي على أن الإدارة هي المسؤول الأول عن أي نتائج يحققها الفريق سواء كانت نجاحا وتحقيق بطولات أو خسارة وهبوطا للدرجة الاولى، كما حدث للاتفاق، ولعل هذا الدرس يكون دافعا قويا لإدارة النادي لتلافي أي أخطاء مستقبلا والله الموفق.