لم تكن أمسية فروسية عادية بل كانت عنواناً للوفاء لمن يستحق الوفاء. كانت احتفالية متوشحة بألوان الطيف مع قرب موسم الصيف زاخرة بالتقاء النبلاء. كانت ملتهبة تصفيقاً بحرارة لسمو الوفاء، وبحضور نخبة من وسطنا الفروسي الأنقياء، اجتمعوا تحت قبة القاعة الماسية الجميلة. ولا غرابة؛ فسلطان الميادين كان - ولا يزال - يهدينا سحاباته الماطرة لتزهر قلوبنا بالانتماء والبهاء لرياضة كر وفر ومواصلة السباق والاشتياق موسماً بعد آخر. هذا الأمير الإنسان الكريم السخي السلطان الذي كان فعالاً لمجتمع فروسي، يحتاج إلى فارس مواقف عظيمة مثله. وما دورة عز الخيل التي احتضنها طيلة عقدين من الزمن سوى واحدة من هداياه الكبيرة للأمة الفروسية، التي طالما تغنت بمواقفه ودعمه السخي المتواصل الذي وصل إلى 106 ملايين ريال؛ لتكون مثالاً نابضاً على انحياز الأمير المطنوخ إلى كل ما يخدم الفروسية وميادين الوطن.
في الجانب الآخر، وبعدما فض السامر في احتفالية الكرم والهيل وأغلى العود الأزرق في المباخر، التقيت عراب الأمسية أبا سلطان محمد الطيار الذي وصف الأمسية بأنها غير كل الأمسيات الفروسية، ورددها ثانية وثالثة وهو يصافح كل محبيه واحداً تلو الآخر وهم يهنئونه على نجاح الاحتفالية مشيدين بكلمته التي خاطب فيها كل النفوس دون أن يستأذنها. لقد كانت كلمة من القلب، وذهبت لكل القلوب الحاضرة بسرعة الوفاء والحب.
ختاماً، كانت أمسية ناجحة وراقية بكل مقاييس التفاعل، ضخمة المعاني السامية، وأجمل المباني الزاهية، باذخة في صدق من احتواها ومن دُعي إليها، مشعة بالنور ومتوهجة بالأصالة والجمال، بليغة المعنى وفائقة أوصاف الوفاء.