أجل.. هناك من ملاك الخيل وسط أهلينا في الجوار الخليجي من طرقوا أبواب العالمية. لكننا لم نكن أبداً متقاعسين عن تلك الساحة الدولية المتسعة الأرجاء.. بل إن الملاك السعوديين من سبقوا الآخرين على المستوى الخليجي للعالمية وتربعوا على عرش أكبر بطولات السرعة في المعمورة.
حراك في بعض أنحاء الساحة الخليجية لا يمكن إغفاله؛ ففي «دبي» أصبح مونديال كأس دبي العالمية العلامة الفارقة بالمنطقة والعالم وباتت جوائز هذا الكرنفال الخرافية العصب الرئيسي في جذب أباطرة الخيل في العالم.
الدوحة أيضاً كان لها وجودها، وها هي خطاها تحذو الحذو نفسه فروسياً.. متلمسة الأثر ذاته لدانة الدنيا.. دبي الجميلة.
لكن سؤال يلح على الخاطر يا سادة يا كرام.. قبل الخوض في طرحنا المهني الهام.. وتحديداً لمن يجيدون طبخة التقييم الذي يساهم في تقدير التقدم لا التقهقر والتندم ونحو تحقيق رؤية ووصفة ناجعة لتصحيح المسار.
سؤالي هو: بالله عليكم يا صفوة القوم وعشاق المفرحات المزعلات الصافنات العاديات.. هل الوصول للعالمية هو المهم؟ أم (صناعة العالمية) هي الهدف السامي الأهم؟
الإجابة لحسن الحظ سهلة وبديهية، فبالطبع تبقى صناعة العالمية هي الأمثل والأكمل، اتساقاً مع المقولة الشهيرة: الوصول للقمة ليس الهدف، بل المحافظة عليها - تالله هي قمة الهدف!
في خليجنا بل على امتداد الساحة العربية وليس الآسيوية فحسب وفي وضوح الشمس كرابعة نهار الجنادرية الصاحية في قلب عاصمة العرب الغالية.. تتربع السعودية على غزارة صناعة إنتاج الخيل في المنطقة وبفارق شاسع عن البقية. لكن تبقى منجزات الملاك الخليجيين ماثلة وراسخة بميزتها الوقتية لقوة الشراء ودون أن تتزين (بماركة أنتج في بلادي) مقولة شهيرة يتم تداولها منذ القدم .
«من يريد تحريك الجبل عليه أن يبدأ بجمع الأحجار الصغيرة). هكذا بدأت في السنوات الأخيرة صناعة الإنتاج تبرز في الواجهة.. خصوصاً عبر غارات جيادنا السعودية نحو أشواط المستورد والإطاحة بها مراراً لعل آخرها ما حدث بالأمس القريب والعملاق صيرور يتعملق بثلاثية قاصفة ومعه سيد مسافات الميل الأشقراني قداح وهو يشعلها برأسيته المعهودة على مقتل.بتلقين خيل الإنتاج دروساً قاسية للخيل الأجنبية ولم يبق سوى سنوات لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة لتنجلي تلك العقدة (الخواجية) بمساعدة نحسبها ضرورية المقاصد وينبغي توفرها بإعطاء جرعات لغارات مكثفة معززة باستهداف المضامير الخارجية لتوفير التأقلم والثبات.
ما حداني لكتابة تلك المقالة ذلك الإقبال الخجول الذي لمسناه على مزادنا السنوي اليتيم في وقت بلغت ثقافة المنتج السعودي أعلى درجاتها المزاد الأخير كان مناسبة للاطلاع على الجديد حيث شاهدت سلالات لدماء راقية لعدة مزارع سعودية كمزرعة هيف القحطاني واسطبل شواهد وهذا الثاني ستزف لنا مزرعته بعد أشهر 17 مهراً ومهرة تحمل في أحشائها إخوة للبطل العالمي رون ذقريك ووالده الفحل العالمي المنجب فول مانديت.
المؤكد الآن أن سوق الخيل السعودية هي اليوم (نيوماركت الشرق الأوسط) وسيكون دعم المنتج السعودي تصديراً وتحفيزاً ميلاداً لنتائج مبشرة بإذن الله وحوله وقوته.
إن اتجاهنا صوب (صناعة) الخيل لن يكون نشازاً ضمن معزوفة التجربة العالمية فقد نهجت -تركيا- مثلاً خطوات صارمة في مسألة الاستيراد لرفعة نوعية السباقات وحددتها بدرجة «ليستد» ومعها الجوائز المرتفعة والتي بدورها استقطبت فريق قودلفن الإماراتي الصيف الفائت للمشاركة في سباقاتها رغم أن هذا القرار كان قد قوبل في بداياته باستياء واسع من المنتجين الأتراك.
في المقابل كان نادي الفروسية بالرياض يسير بهدوء في مواجهة الركب عبر فارس التطوير الفروسي الأمير متعب بن عبدالله وقراره التاريخي في الصيف ما قبل الماضي بمنع الاستيراد دون 80 درجة.
أحد الملاك الخليجيين الذين التقيتهم في فعاليات المزاد المنصرمة وصف من اتخذ هذا القرار بأنه (حكيم) كما وصف تلك الخطوة بأنها جاءت في الصميم عند مقارنته بقرار تركيا وأنه يتواكب مع المنتج الصغير قبل الكبير ويتساوى لكافة المنتجين مؤكداً أن هذا القرار سينعكس إيجاباً على الصناعة السعودية.
قريباً سيكون سؤالي من الماضي وستحدد الإجابة، فرجال بلادي ورموزها يدركون أن كل رهاناتهم رابحة بعون القوى القادر وأن رب العباد جند لفروسية بلادي الرجال المخلصين القادرين على القفز بأبصارهم ورؤاهم إلى الغد ويستشرفون لفروسيتهم واقعاً مشرقاً وصناعة مشرقة تحتاج فقط للثقة!! الوسط الفروسي لتأتي أكلها بأعلى درجات التفوق والنجاح.
إنها سطور جادة لا تتكئ على أضغاث أحلام المحبطين فما تعلمناه من تجاربنا الحياتية أن البداية المدروسة الممتزجة بالفكر والدعم المادي تعني قطع نصف المسافة لتحقيق أي طموح وتلك فقط أفكار لضربة الانطلاقة.
ففي السباق الطامح للجودة قد تكون هناك لحظة بداية لكن المؤكد أنه ليس من وجود أبداً لخط النهاية.
السر في البداية الحصيفة ومن صلب قاعدة متينة وبعد ذلك تتوالى خطوات النجاح بإذن الله الواحد الأحد.
المسار الأخير:
بعض العرب عزمه يسوقه على الطيب
حتى لو أن الوقت نده
وبعض العرب عنده جميع المطاليب
لكن ردا رأسه عن الطيب رده