غدا 22 أبريل يفتتح في البحرين المؤتمر الثاني حول الأمن الإستراتيجي في دول الخليج العربي، ينظمه مركز الدراسات الإستراتيجية بدولة البحرين.
وقد دعيت للمشاركة فيه, وأنيط بي تناول دور المرأة في الأمن الوطني والإقليمي.
المؤتمر يأتي في مرحلة حرجة إقليمياً وعربياً وعالمياً؛ تتضح فيه أجواء القلقلة سياسياً واجتماعياً واقتصادياً, وتتوالى فيه التحديات أمام مجلس التعاون كمجموع يطمح إلى رفع هويته إلى اتحاد يتصدى للتحديات المشتركة، وأمام كل دولة من الأعضاء منفردة بتفاصيل خاصة بها، وفي الحالتين لا بد من تفهم التفاصيل للوصول إلى القرارات الأفضل.
وسأبدأ بالحديث عن أمن الوطن والمواطن، حيث المرأة مواطن يحمل مثل مسؤولية الرجل مضافة إلى مسؤولية الأمومة الخاصة بها, ومسؤولية التنشئة للجيل.
تأتيني في موقعي بـ»تويتر» كثير من الرسائل الاستفزازية أو الاستنفارية تستوضحني رأيي في «معتقلي الرأي» من الجنسين.. وأختار ألا أدخل في نقاش استيضاحي مضاد حول علاقة هذا «الاعتقال» بالتأجيج لقلقلة استقرار المجتمع, أو ضرب أمن الوطن أو الولاء لأيديولوجية انتماء خارج حدود الدولة والأوراق الثبوتية التي يحملونها، وأكتفي بأن أذكرهم بالتأكد من أي سفارة ستدافع عنهم في الخارج لو تورطوا في اعتداء أمني رجالاً كانوا أم نساءً.
الحقيقة أن ارتباط الأمن بالانتماء أعمق مما نتصوره، ولنسأل الهاربين من نيران فقدان الأمن في بلادهم إلى مخيمات اللاجئين مثل أشقتنا السوريين رجالاً ونساءً وأطفالاً.
الأمن مصطلح مرن يفتح باب الأسئلة المصيرية، قابل لتفسيرات متعددة حسب تركيز زاوية الرؤية.
حين نتأمل الأمن بكل موقع تطبيق له: الفردي والمجتمعي والوطني والإقليمي والقومي، تنفتح آفاق تساؤل شاسع متعدد الجوانب والمداخل: ما هو المقصود: الأمن البدني؟ أم العاطفي؟ أم الفكري؟ أم الصحي؟ أم العسكري؟
هل مفهوم استتباب الأمن يعني انعدام التهديد من الخارج؟ أم مقاومة هشاشة الاستعداد للتصدع والتفكك من الداخل؟
أقول دائماً وأومن بما أقول، أن الأمن الوطني هو أهم ما يجب أن نعض عليه بالنواجذ لحمايته.. ونظرة حيادية لأحداث المنطقة في العشر سنوات الأخيرة تكفي لتأكيد ما أقول، وأختصر ما يحدث برؤية الخطر في بيئة النخيل: التسيّس.. والتسوّس
وكشاعرة تفتح وعيها في الطفولة على أهازيج السواحل وحكايات الصحراء, وقصص زرقاء اليمامة وابن ماجد, أرى الأوطان بصورة سفن في البحر, تتهادى في مواسم صفو الطقس في معابر التجارة والحضارة والعولمة لتوصل حمولتها إلى الموانئ والواحات؛ أو تقاوم دوامات المياه وغدر القراصنة وخطر الأنواء.. معتمدة على الله وقدرة قيادة القباطنة. ولو تسبب جاهل من ركابها بما يعرضها للغرق فهي ستغرق بكل من عليها رجالاً ونساءً.
وربما تيقظ القباطنة وإدراكهم مبكراً لخطر العواصف وضرورة تأمين السلامة, هو ما حدا بالدول المستجدة السيادة إلى إنشاء مجلس التعاون الخليجي.
أما بالنسبة للمرأة الخليجية فأقول: لننتبه إلى حقوقها كمواطنة: أعطني مجتمعاً يحترم قدرات المرأة.. ويضمن حق المرأة في المواطنة.. أعطِك مواطنات يزرعن في أبنائهن وبناتهن إخلاص الانتماء, ومناعة مقاومة ذاتية صد أي محاولة لتضليلهم.. ونجني وطنا مستقرا.
وسأعود لنواصل أبعاد الموضوع في حوارات مقبلة