لا أنسى ذاك اليوم السعيد من عام 1990 حين تجرأت وجمعت محاولاتي التي دونتها وأنا على مقاعد الثانوي والجامعة فيما أسميته (احتفال بأني امرأة) كان الوعي بالأنا المؤنثة هو المحفز للنشر في وقت مبكر جدا.
كان يوما سعيدا حين كتب عني وعن كتابي الدكتور محمد بن سعد بن حسين وكان من نقاد الأدب المعروفين ، عزز قلمي حين أثنى.
لكنه قال في ختام إلماحته تلك: إن الحكم على اتجاهات الكاتبة يعد مبكرا وإن التجربة ستصقلها وتحدد ملامح وعيها الثقافي.
أمس غادر دنيانا الناقد الدكتور ابن حسين.
كنت أتمنى لو تواصلت معه وعرفت ما أستقر عليه من حكم على تجربتي بعد مرور حوالي ربع قرن من صدور الكتاب الذي علق عليه.
لكننا في ظل العزلة الثقافية يرحل كبارنا دون أن نجالسهم ونسمع منهم ونتناقش معهم حتى الدرس الجامعي العالي للباحثات يتم عبر شبكة صوتية لاتبقي من قيمة الحوار ولاحتى ربعها!!،
رحم الله الشيخ الناقد الكفيف الدكتورمحمد بن سعد بن حسين الذي أصدر مايقارب من أربعين كتابا نقديا وأدبيا بلغة برايل ممايدل على أنه تحدى ظروفه وأنجز عملا يستحق عليه التكريم.