تناقلت بعض شبكات التواصل الاجتماعي صورة لمجموعة من سكان هجرة نائية في جنوب الربع الخالي يرفعون لوحة كتب عليها نريد الكهرباء من عشرين عاماً.
ولو بحثت عن مكانهم في الخريطة لوجدتهم في قاع صفصف خارج حدود المدن والأرياف..
نفر من الناس اختاروا العزلة فكيف للدولة أن تحقق لهم أسباب التنمية وهم يفرون من الحياة إلى المجهول.
الاهتمام بالأقليات والأرياف وكل ما تقوله التنمية هو جيد ومثالي ولكن في حدود رسمية للخدمات ومتعارف عليها عالمياً تحت اسم حدود السكن أو حدود الخدمات في المدن والأرياف.
أظن أننا بحاجة لنشر ثقافة خرائط الخدمات.
أين يمكن أن تصل الكهرباء، أين يمكن أن تصل الشبكة الهاتفية أين ممكن أن تصل المياه المحلاَّة. أين يمكن أن تصل المدارس وهكذا...
الدولة المدنية تتطلب وعياً حقوقياً مواطنياً بحيث يعرف المواطن ما له وما عليه.
لكن هل يقرر عشرة أنفار ويسكنون في آخر الربع الخالي ويطالبون بمدرسة ومسجد وكهرباء، من السذاجة اتخاذ هذه الحالة للتشكيك باهتمام الدولة بالمواطن!
والراجح لدي أن الدولة جاملت كثيراً في إيصال الخدمات لبعض مثل هذه الحالات، فشبه على المماثلين أن هذا حق يجب أن يُؤدى.
المجاملات والاحتواء إستراتيجيات تزيد من حجم السلبيات ولا تقلّلها.