نتابع كل فترة، وبفرح شديد، إحباط محاولات تهريب كميات مهولة من المخدرات. ومثل هذه الكميات، لا يمكن أن يخاطر المهرب بتمريرها ما لم يكن متفائلاً بوجود احتمالية ولو ضئيلة لمرورها. هذه هي القاعدة الأساسية للتهريب.
هناك عمل دؤوب من المهربين لدراسة نقطة ضعف محتملة في النظام الأمني لأي بلد، وبالتالي يركز عليها و يخاطر مخاطرته الكبرى من خلالها.
إن نجح، انهالت عليه الثروة، وإن لم ينجح أعاد الكرة في نقاط ضعف جديدة، إلى أن ينجح.
لقد كشف المتحدث الأمني بوزارة الداخلية أن المتورطين في عمليتيْ التهريب اللتين تمّ إحباطهما عبر جسر الملك فهد، هم رجال أعمال سوريون بالإضافة لخمسة سعوديين ومواطن بحريني، حاولوا تهريب 22 مليون قرص إمفيتامين تقدر قيمتها السوقية بـحوالي مليار ريال، مشيرا إلى أن الأجهزة الأمنية وخلال الثلاثة أشهر الماضية أحبطت ثلاث عمليات تهريب من لبنان والإمارات والكويت بكميات تقدر بأكثر من 12 مليون حبة كبتاجون مخدر.
إذاً، خلال الثلاثة الأشهر الماضية، تواصلت العمليات من كل هذه الدول، في محاولة لإغراق السوق بـ 34 مليون حبة مخدرة، وبالتالي إغراق شبابنا وشاباتنا بالغيبوبة وبالإدمان القاتل لهم ولمن حولهم، ويكفي أن نستشهد بحادثة مقتل 4 أفراد من عائلة واحدة، أُسقطت سيارتهم من جسر عتيقة، الأسبوع الماضي، من قبل شاب متعاطي لأحد أنواع هذه الحبوب.
في النهاية، سيكون الجزء الأول هو البحث عن نقاط الضعف، وضخّها بحجم هائل من القوة، تُضاف إلى النقاط القوية المتاحة حالياً.
أما الجزء الأهم، فهو تنفيذ الأحكام القضائية في المتورطين حالاً، ونشر عمليات التنفيذ في كل وسائل الإعلام.