كيف يستطيع نظام حاسب آلي أن يقبل عملية إلكترونية، وهو مبرمج على عدم قبولها؟! كيف أدخل على موقع إلكتروني، ومشغل الخدمة قد وضع جدراناً نارية بيني وبينه؟!
الجواب معروف طبعاً، فهناك عشرات الوسائل غير القانونية للتحايل على الأنظمة الإلكترونية وتجاوزها.
وهذا يحدث يومياً مع معظم مستخدمي معظم الشبكات الإلكترونية، دون أن تُطبّق عقوبات على المتحايلين والمتجاوزين، بل إن الأمر صار طبيعياً وليس استثنائياً!! الأمر نفسه يحدث يومياً في بعض الدوائر الحكومية، التي على الرغم من أن وسائل الإعلام تكشف تجاوزاتهم ومخالفاتهم، إلاّ أنهم سائرون في نفس الطريق، بكل ثقة وبدون أي خوف أو خجل.
فلقد كشفت الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد «نزاهة» وجود تجاوزات مارستها أمانة العاصمة المقدسة تتعلق بتوزيع منح أراضٍ بأعداد كبيرة بعد صدور الأمر الملكي رقم (20563) وتاريخ 1434/6/2هـ، القاضي بالتوقف عن منح الأراضي من قبل البلديات وتسليمها لوزارة الإسكان.
وقال مصدر مسؤول في «نزاهة»: إن الهيئة تلقت بلاغاً من أحد المواطنين بهذا الشأن، وبعد فحص المستندات والوثائق المتعلّقة بذلك، تبيَّن لها قيام الأمانة بتوزيع تلك المنح بعد صدور الأمر الملكي.
كما كشفت الهيئة أن من ضمن المخالفات منح أراضٍ لأقارب بعض المسؤولين، وهم لا يستحقون ذلك لعدم انطباق شروط المنح عليهم مثل السن وحداثة التقديم.
يا ناس، يا بشر، نفهم أنكم تستطيعون تجاوز الأنظمة الإلكترونية أو أنظمة حجب المواقع، لكن أن تخالفوا الأمر الملكي، وتسرقوا المال العام في وضح النهار، فهذا مستحيل! كيف تستطيعون ذلك؟؟