Thursday 10/04/2014 Issue 15169 الخميس 10 جمادى الآخرة 1435 العدد
10-04-2014

مقرن ... الإنسان وروح الفريق !

يقول جون ماكسويل الكاتب الأمريكي الذي ألف أكثر من 60 كتابا عن القيادة... «الفريق الجيد يحقق الحلم الصعب... وأكبر كابوس لأي مدير أو قائد أن يملك حلما كبيرا وفريقا ضعيفا!».. وفي السياق نفسه يقول فيل جاكسون مدرب ورئيس فريق كرة السلة الشهير في نيويورك «إن مكمن القوة في الفريق هي نقاط القوة في كل عضو من أعضائه... بينما مكمن القوة في كل عضو هو الفريق نفسه!

****

هذه المقولات الخالدة التي ما تزال تسكن ذاكرتي منذ أيام الدراسة استذكرتها قبل أيام حين روى الصديق ورجل الأعمال يوسف الفهد حكاية عن الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي ولي العهد مع فريق عمل مشروع أحد طرق النقل في حائل في منتصف الثمانينات... يقول يوسف إن شركة والده رحمه الله كانت المنفذ لجزء من المشروع، وكان العرف حينها أن يحتفل أو يدشن المشروع أمير المنطقة وهو الأمير مقرن... كانت صورة الحدث الجميل في ذاكرة المنطقة والتي أطلعنا عليها الصديق الفهد من ألبوم ذكريات والده صورة عفوية لا تحمل أي مظاهر الاحتفال بالمنجز المادي ولم نكن لنستبين فيها شخصية الأمير ونميزه عن الحاضرين، يقول الصديق الفهد نقلا عن والده رحمه الله إن وليمة أقامها للأمير في مكان الحدث وكان من المقرر أن يجلس إليها مع عدد محدود من كبار الحضور غير أن الأمير مقرن أبى أن يجلس إليها دون أن يشاركه كل المشاركين في المشروع دون استثناء... كان ذلك الموقف العفوي في منتصف الثمانينات قبل أن تنتشر وسائل التواصل الاجتماعي وتنشط حملات العلاقات العامة التي تجيش لتلميع الأشخاص أو إسقاطهم!

****

شخصيا لم أقرأ في هذه القصة مجرد خلق نبيل لرجل دولة بقدر ما قرأت سلوك وممارسة وإدارة قيادي يؤمن بروح الفريق وحضوره في الإنجاز، فحين يستشعر الأمير ًجهد جميع الحاضرين من مهندسين وموظفين ويصر على أن يشاركونه لحظة الإنجاز بكل تفاصيلها فإنه يمارس موقف القائد الذي يدعم ويتبنى الإنجاز بروح الفريق عملاً لا شعاراً وقولاً!

****

أخيراً... لن أتحدث عن تعيين الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولياً لولي العهد كما رأى خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وباركه ثلاثة أرباع هيئة البيعة بقدر حديثي عن طمأنينة المواطن السعودي بعد هذا القرار والذي يشهد قوة واستقرار مؤسسة الحكم السعودية في كل مرحلة، فالمملكة اليوم تواجه تحديات مستقبل التنمية المستدامة في عالم متحول، لكن جميع هذه التحديات تتلاشى أمام ضمانة الاستقرار ورسوخ جذوره في الأرض... القرار كان رسالة لكل من يتحدث أو يلمح إلى أوهام الإحباط التي تسكنه في مستقبل بلادنا سواء أكان من القلائل الموهومين في الداخل أو الحالمين في الخارج...كل أولئك وهؤلاء تناولوا جرعة يقين بسلاسة تعيين الأمر مقرن ولياً لولي العهد...وسيظل المستقبل في بلادنا أكثر خصوبة وإشراقا في كل مرحلة!

عبر تويتر: fahadalajlan@

مقالات أخرى للكاتب