حدَّثني الصديق والاقتصادي المعروف، مطشر المرشد أنه شهدَ في مدينة نيويورك احتجاجَ سيدة أمريكية على وضع منتجات شركة لا تُقدم أي دور في المسؤولية الاجتماعية في الولاية في مكان مميز بأحد محلات التجزئة، وقد أبلغت السيدة العجوز البائع بأنها لن تشتري من ذلك المحل إن أصرَّ على عرض منتجات هذه الشركة في مكان بارز.. هذه القصة تُلخِّص مفهوم المسؤولية الاجتماعية للفرد، بعيداً عن الاكتفاء باللوم وجَلْد الذات..، كما أنها تجسّد السلوك الأخلاقي لبناء ثقافة المسؤولية وتعاهد غراسها ولا يمكن تعزيز مثل هذا الوعي بدون دعم وانتشار ثقافة التطوع.
***
كشفت دراسة أجراها الاتحاد الأوروبي أن 94 مليون أوروبي انخرطوا في عمل تطوعي منظم في عام 2013، بل إن نسبة المتطوعين في بلاد مثل النمسا والسويد والمملكة المتحدة قد وصلت - من مجمل البالغين في تلك البلاد - أكثر من 40 في المائه!.. أتساءل عن التشريعات والتنظيمات التي تُنظم التطوع في بلادنا، ولماذا تُحرم عجلة التنمية من قوة دافعة معطَّلة إلى الآن؟ .
***
أصبح التطوع جزءاً من السيرة الذاتية لأي مسؤول أو رئيس لشركة في العالم.. بل إن بعض الشركات والمؤسسات تتباهى بعدد ساعات التطوع التي أنفقها قياديوها من أجل خير المجتمع.. أتساءل عن قيادات القطاع الخاص لدينا ومدى استعدادهم لدخول هذا الميدان؟.. والانعكاس الإيجابي على الشباب كقدوات حقيقية لهم في الميدان!؟.
***
مبادرةُ نُلبي النداء.. نموذجٌ للعمل التطوعي الذي انخرطَ فيه عددٌ من قيادات القطاعين العام والخاص في بلادنا، دون ضجيج وبعيد عن فلاشات التصوير.. حجم إنجازهم وإصرارهم يدفعنا إلى التساؤل عن عدد الشباب الذين ينتظرون الفرصة للمشاركة في مشاريع تطوُّع أخرى تحت مظلة واضحة وشفافة لخدمة الوطن والإنسانية أجمع؟! وأتمنى أن لا يطول الانتظار.