لم يتغيّر شيء في السياسة الإيرانية بعد مجيء حسن روحاني إلى سدة الحكم، مجرد كلمات وخطب رنانة ووعود على مستوى السياسة الخارجية والإصلاحات الداخلية لم يتحقق منها شيء. والشعب الإيراني يعيش حالة إحباط مزعجة، ليس على المستوى الاقتصادي «المُنهك» فحسب، بل على المستوى السياسي الذي كان هناك توقعات بتغيير شكل ونهج ودموية محمود أحمدي نجادي، إذ أن الأرقام الدولية المُعلنة تشير إلى زيادة عدد الإعدامات التي بلغت 369 خلال العام الماضي فقط، معظمها في قضايا سياسية وحرية رأي، وهذه الأرقام هي المعلنة رسميًا إذ توقع إيرانيون أن أعداد الإعدامات السرية أعلى بكثير! حتى أنصار حسن روحاني أصيبوا بالإحباط جراء اعتقال الطالبة مريم شافييور، والحكم عليها بسبع سنوات بعد رفضها إيقاف أنشطتها السلمية الرافضة للظلم.
إلى ذلك، وكما أعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة، أن أكثر من 24500 مواطن إيراني تقدموا إلى الدول الأوروبية وأمريكا وأستراليا بطلب اللجوء هربًا من ولاية الفقيه التي أدت إلى التدهور الاقتصادي واستحالة العيش وسط جحيم يحيط بهم من كل اتجاه.
مع كل هذه الأوضاع الداخلية الإيرانية المزرية، فهي كذلك لم تتغير في سياساتها الخارجية، ولم تتوقف عن العبث بدول الخليج العربي، وما زالت تدعم «ذيولها» في مناطقنا، كما تقف على رأس الأسلحة الموجهة لقتل الشعب السوري، ما زالت إيران تتجاهل وضعها الداخلي المنهار من كل جهة، وتعبث مع غيرها سياسيًا بمداخل ثقافية تارة، ودينية تارة أخرى، وترفع العمائم شعارًا لها للتأثير على البسطاء بالاستحواذ على تفكيرهم المغيّب تمامًا، فهم ما زالوا يحاولون العبث في البحرين، ويزعجوننا في بعض مناطق المنطقة الشرقية، ويرفعون شعار «الطائفية» عاليًا لشق صفوف الأوطان، في تخيّل ساذج أن لديهم القدرة على زعزعة الأمان، ومع أن ما فعله جندهم إرضاءً لعمائم إيران خلال السنوات الثلاث الماضية لم يجدِ نفعًا لهم، ولم يلتفت له أحد، إلا أن الأوامر الإيرانية ما زالت تحفزهم على مزيد من العبث وإحراق النيران التي لم ولن يحترق بها سوى أصابعهم. السياسة الإيرانية تلعب بالحديد والنار، وإن كانت تعتقد أنها متكئة على حائط قوي، فإن هذا الحائط سيقع لا محالة عليها، كما وقع من قبل على غيرها، وصاروا في عِداد الماضي المخزي.
بداية وصول حسن روحاني لكرسي الحكم الإيراني، دار نقاش بيني وبين مجموعات في مواقع التواصل الاجتماعي استبشروا بقدومه خيرًا، واستندوا في هذه البشرى على تاريخه السياسي، من جهتي لم أستبشر كثيرًا، ومن وقتها وأنا أراقب الأوضاع الداخلية والخارجية لإيران دون أن أكتب شيئًا لعل هناك بارقة أمل في التغيير، لكن ما وجدته وبعد اقتراب نهاية العام الأول لحكم روحاني، أن السياسة الإيرانية لم تتغير وأن الحكومة الحقيقية هي نظام الملالي ولا يرسمها ويخطط لها سوى «خامنئي» الذي اعتبر نفسه وهو يلقي خطابه الأخير في حالة حرب وجلس خلف خندق وحوله أكياس الرمل، الحرب هو من أقحم نفسه وبلاده فيها، ولا يدفع ثمنها سوى الشعب الإيراني المسكين!