نبارك لصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ونبايعه ولياً لولي العهد، ونرفع عظيم الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز دام الله عزه وتوفيقه عليهما على الأختيار الحكيم في الوقت المناسب، حيث اتفقا على ترشيح سمو الأمير مقرن بن عبدالعزيز على أن يكون ولياً لولي العهد والذي بورك من أكثر من ثلاثة أرباع أعضاء هيئة البيعة من أبناء وأحفاد الملك المؤسس عبدالعزيز - يرحمه الله - والذي بموجبه صدر الأمر الملكي الكريم بتعين سمو الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولياً لولي العهد.
لقد ألجم هذا الأمر الملكي الكريم المرجفين والحاقدين أعداء هذا الوطن الآمن وقيادته الحكيمة، التي اتخذت من كتاب الله وسنة نبيه محمد دستوراً لحكم بلادنا المملكة العربية السعودية قبلة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.
لقد حمل الأمر الملكي بتعين سمو الأمير مقرن بن عبدالعزيز شفافية كانت محل تقدير وإعجاب من أبناء هذا الوطن الغالي على الجميع، الوطن الذي أبرز أعداؤه أنيابهم تربصاً به لتنفيذ مخططاتهم الدنيئة على بلد الإسلام والمسلمين وقبلتهم أعزها الله ونصرها فخابوا وخسروا بفضل من الله. فالقيادة الرشيدة وأبناء وبنات هذا الوطن في قمة التلاحم والترابط مع قيادته والحمد لله على ذلك.
فالقافلة تسير لرفع راية التوحيد وخدمة الحرمين الشريفين وخدمة مواطنيه وحجاجه ومعتمريه والمقيمين فيه، نسأل الله تعالى أن يحمي أبناء الأمة العربية والإسلامية من الطغاة الذين يحكمون بعضهم أو من الذين يقودون أحزاباً إرهابية أو يتبنون أيدولوجيات تناهض التعاليم الإسلامية الوسطية تنفيذاً لقول الله تعالى {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا}.
وبالمناسبة فصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز له مواقف كثيرة نفتخر بها فمنها حرص سموه وتقديره لمسؤولي الدولة عند زيارتهم التفقدية لأمارتي حائل والمدينة المنورة تنفيذاً لتوجيهات القيادة الحكيمة، أذكر منها عندما قام أخي معالي الرئيس العام لتعليم البنات السابق الدكتور الشيخ عبدالملك بن عبدالله بن دهيش - يرحمه الله - بزيارة تفقدية لمنطقة حائل قام سموه الكريم باستقبال الرئيس العام في المطار ومعه أعيان ومسؤولي منطقة حائل، وأسكنه سموه في قسم الضيافة بقصر سموه حيث كنت أحد أعضاء فريقه الزائر لمنطقة حائل، وكان سموه يزوره في المساء طيلة أيام الزيارة يتم خلالها تجاذب نتائج الزيارة للمنطقة ومحافظاتها والحديث عن حاجة المنطقة وتاريخها ووضع الخدمات التعليمية بها، و كان سموه يستعرض دراساته في علم الفلك من خلال المرصد الذي يملكه سموه، فقد كان سموه في قمة التواضع والحرص على الاستفادة من الزيارة حيث طلب من أعيان المنطقة عدم دعوة الرئيس لمنازلهم رغبة من سموه بأن تتم الاستفادة من كامل وقت الزيارة لمصلحة المنطقة ومحافظاتها.
كما أذكر أنني أثناء زيارة عمل لمنطقة المدينة المنورة أبلغني مدير التربية والتعليم بالمنطقة بأن سمو أمير المنطقة الأمير مقرن بن عبدالعزيز يرغب في مقابلة اي مسؤول زائر للمنطقة لمناقشة أحتياجات المنطقة والاستماع إلى أي العوائق ليسعى سموه الكريم بمعالجتها، ولقد شرفت بزيارة سموه الكريم الذي وجه مدير التربية والتعليم بتذليل العوائق وإفادته بذلك. ولقد كان لتشرفي بمقابلة سموه عظيم الأثر لمعالجة تلك العوائق وبوقت قياسي. كما أن لسموه الكريم وقفة كريمة عندما أتصل بي تلفونياً معزياً في وفاة أخي معالي الأخ الدكتور الشيخ عبدالملك بن دهيش - يرحمه الله - فتلك المواقف من حكمة سموه غيض من فيض يذكرها أبناء هذا الوطن ويثمنونها لسموه الكريم.
وختاماً أرفع لمقام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين أسمى آيات التهاني والتبريكات على أصدار هذا الأمر الملكي الكريم المبارك إن شاء الله.