فاصلة:
(ينبغي كسر النواة للحصول على اللوزة)
حكمة عالمية
عندما يكتب زملائي الكتّاب والصحفيون عن نماذج مشرفة لتفوق المبتعثين والمبتعثات، أو قصص عن تعاملاتهم المميزة كسلوكيات مع جيرانهم أو أصدقائهم غير العرب، أجد أنهم مهما كتبوا لن يستطيعوا إيفاء المبتعثين حقهم مقابل ما تنشر بعض الصحف من نماذج سيئة، أو ما يثار في شبكات التواصل الاجتماعي ضد المبتعثين والمبتعثات، وإبراز سلوكيات البعض السيئة في الدراسة أو في الحياة.
وأنا في دراستي ومعيشتي في بريطانيا قابلتُ نماذج مشرفة جداً، وتعاملت مع زملاء رائعين، هدفهم فقط المساعدة وخدمة الجميع.
لكن أعجبني اقتراح الزميل «صالح الطريقي» في زاويته العكاظية «ليس إلا»، حين تحدث عن تميز طالب الدكتوراه «تركي المقيطيب»، وتبرعه بتعليم الطلاب الرياضيات، وشخصيته المميزة، بأن تهتم الملحقيات بجمع الأخبار الجميلة عن المبتعثين والمبتعثات. وأنا أضيف بأهمية توثيقها؛ لأنها تسهم في تعزيز الصورة الذهنية للفرد السعودي.
الملحقيات الثقافية تهتم بنشر أخبار تفوق الطلاب وتميزهم العلمي، لكني أرى أن الاهتمام بتميز شخصيات الطلاب وتعاملهم الإنساني في ديار الغرب يوازي في أهميته تفوقهم العلمي، وله أثر كبير في تشكيل صورة السعوديين، التي - للأسف - لا يبرز الإعلام الغربي واقعيتها بقدر تركيزه على سلبيات نماذج من الممكن أن توجد في كل المجتمعات.
أما عن مستقبل المميزين من الطلاب المبتعثين والمبتعثات، واهتمام الجامعات الغربية بتفوقهم، فالوزارة والملحقيات تنظم يوم المهنة، لكن المشكلة ليست في هذا التنظيم، إنما في عقول أرباب العمل في مجتمعنا، سواء مؤسسات تعليمية حكومية أو أهلية أو قطاعاً خاصاً.
معايير استقطابهم لحملة الشهادات العليا لدينا تقليدية، والفرص الموجودة لا توازي الإغراءات التي يمنحها الغرب بجامعاته ومؤسساته لكل متفوق بغض النظر عن جنسيته.
لذلك لا يمكن التكهن باستفادتنا كسوق عمل من نتاج برنامج الملك عبدالله للابتعاث الخارجي ما لم ندرس مستقبل العائدين بشهادات علمية مميزة وشخصيات طموحة للتطوير.