تبذل المملكة العربية السعودية الملايين لإبراز اسم المملكة عالياً بين الدول خاصة في مجال الرياضة وغيرها من المجالات لرفع راية التوحيد (لا إلـه إلا الله محمد رسول الله) وتقوم الرئاسة العامة لرعاية الشباب بتشجيع النوادي والاهتمام بالشباب وتشجيع الحكام الوطنيين وهناك من الحكام الوطنيين من حصل على الشارة الدولية وأثبت كفاءته وهناك منهم من وصل إلى التحكيم العالمي مثل الحكم عبدالرحمن الزيد وخليل جلال.
ويعتبر اللجوء للحكام الأجانب اليوم سمة من سمات الكرة السعودية فمثلاً أعلنت الجولة الرابعة والعشرين وفيها أن كل من الرائد مع التعاون سيحكم المباراة طاقم تحكيم أجنبي بلجيكي وأيضاً النصر مع الاتحاد طاقم تحكيم أجنبي تشيكي والأهلي مع الشباب طاقم تحكيم أجنبي فرنسي وأيضاً الفتح مع الاتفاق طاقم تحكيم أجنبي يوناني.
وبالطبع سيكون الحكم الرابع حكم سعودي وكما نعلم جميعاً فالحكام الأجانب يصرف لهم مئات الألوف من الريالات في المباراة الواحدة ويعاملون بصورة خيالية ويقيمون في أرقى الفنادق رغم الأخطاء الفادحة التي تحصل من البعض منهم.
وعندما ينزل الحكم الأجنبي إلى الملعب فإن درجة التفاهم بينه وبين اللاعبين لا تتعدى الإشارات لأنه لا توجد لغة مشتركة بين كل من الحكام واللاعبين لأن أغلب اللاعبين لا يتقنون اللغة التي يتكلم بها الحكم فقد يكون الحكم يوجه إنذار شفهي لخطأ ارتكبه اللاعب لأنه لا يفهم ماذا يقول الحكم فبالتالى إذا أخطأ هذا اللاعب خطأ آخر يمنحه كرتا أصفر.
ونحن دائماً نستبشر خيراً بالحكام السعوديين ونقدرهم ونحترمهم وإذا لزم الأمر فيمكن الاستعانة بحكام من العرب من مصر أو تونس أو الجزائر أو الأردن بما في ذلك دول الخليج العربي حيث إن بعض الحكام السعوديين سبق لهم أن أداروا مباريات في دول الخليج وفي دوري آسيا فهم أقدر على التفاهم مع اللاعبين ولا يقل كل منهم عن الحكام الأجانب من حيث الخبرة والكفاءة وهم أقل تكلفة أيضاً من الحكام الأجانب مادياً ويكفي أنهم يتكلمون بلغة (القرآن الكريم) والثقة موجودة بيننا وبينهم كعرب ولا يمكن أن نعمم الأخطاء الفردية على الكل.
وإننا نناشد الاتحاد السعودي لكرة القدم ورئيس لجنة الحكام الأستاذ عمر المهنا أن ينظر في أن يتخذ من الإجراءات ما يعود بالتحكيم في الملاعب السعودية إلى سابق عهده نظيفاً ودقيقاً.
ولا يتوقف الأمر على النواحي المادية في اختيار الحكام الأجانب كبديل من الناحية النفسية يشعر اللاعبون بأن المباراة بمثابة اختبار خارجي لهم فيحاول كل منهم الاستئثار بالكرة والاستعراض في طريقة اللعب.
كما أن الحكام الأجانب قد تخفى عليهم بعض الحركات والألاعيب التي يمارسها بعض اللاعبين في الملعب مثل لمس الكرة لتحويلها باليد أو تعمد السقوط عند أي احتكاك مع لاعب من الفريق الآخر لكي يحصل على خطأ أو ضربة جزاء.
وفي النهاية الأمر متروك للرئاسة العامة لرعاية الشباب ولجنة الحكام السعودية للنظر في هذا الأمر والاختيار بين الحكام الأجانب أو الحكام العرب في الملاعب السعودي. والله من وراء القصد.