في منطقة نجد يسمون النخلة بحسب طلع ثمرها من التمر كالسكري والخلاص والصقعي، وبعضها نبوت قام بزرع نواتها شخص معلوم فسميت بِاسْمه مثل نبتة علي ونبتة راشد وكذلك سلمى ولا يهون سيف!.
ذكرتني أسماء النخيل باقتراح الزميل راشد الفوزان بشق قناة مائية تربط بين شرق المملكة وغربها أسوة بقناة السويس التي تربط بين البحرين الأحمر والأبيض المتوسط!.
واقتراح الأستاذ راشد عاطفي وحالم بامتياز، لأنه ربما يحب البحر أو يتوق له كأي مواطن نجدي لفحته صحراؤها بهجيرها.
ولو كانت الأمور والخطط الاقتصادية تحقق بالأماني؛ لتمنينا أن تنقل منتجات البترول كالبنزين والغاز عبر الأنابيب سواء من مصدرها إلى مدن توزيعها أو حتى وصولها للمحطات والمنازل بدلا من الصهاريج الخطيرة! ولكننا للأسف لازلنا نعاني من مشاريع الصرف الصحي وتصريف الأمطار في طرقنا وشوارعنا، كما لم تبرح مشاريع الإسكان والمترو والقطارات حبيسة مقاولين.
ولست أدري هل حولت الكتابة الصحفيين إلى منظِّرين من خلف أجهزتهم؟ أم أحالنا الإحباط بسبب سوء الإنتاجية وضعف التنمية المأمولة إلى شاطحين في طموحاتنا!.
ولا يمكنني تخيل كم من عقود السنين يكفي لإنهاء تلك القناة المزعومة ونحن نرقب بفارغ الصبر الانتهاء من مشروع طريق واحد داخل الرياض لا يزيد عن ثلاثة كيلو مترات وسيكلف مليارات الريالات ويستغرق عدة سنوات لإنهائه، ناهيك عن سنوات أخرى لصيانته وإصلاحه!.
ولو كانت بالأماني لتصورت بعد شق القناة الحُلم كم من مدينة صحراوية سيقوم حظها ويستمتع سكانها بإطلالتهم على قناة مائية، فتكون مدنهم ذات قيمة اقتصادية، وتنتعش وتبرز حضارتها وربما تكون وجهة السياح والمصطافين! وبعدها قد تتحول المملكة إلى جنة فلا تضاهيها بالجمال سفوح أوروبا ولا منتجعات آسيا! ناهيك عن الأمن المائي الإستراتيجي وأثره السياسي.
نعم هو حلم جميل ولكن تحقيقه مستحيل! فارتفاع وسط المملكة عن البحر700 متر تقريباً وليس من المنطقي حفر هذا العمق أيا كانت الجدوى الاقتصادية! برغم أن الفكرة سبق طرحها قبل ما يربو على ثلاثين عاماً (زمن الطيبين) حينما كنا أكثر تفاؤلاً وأشد ضبابية في الرؤية مع محدودية في التفكير وبساطة في الطرح.
وطالما كانت الأحلام بلا رسوم ولا فواتير؛ فاحلموا وأغدقوا على أنفسكم بالأماني، ولكن لا تنسوا قط أن الأحلام هي «راس مال المفاليس»!.