ظهر أمين سابق لمدينة الرياض عبر مقابلة تلفزيونية وهو يجزم أن الرياض أجمل من دبي! وعندما سأله المذيع عن حالة الازدحام الشديدة وسوء البنية التحتية قال: (ما كنا نعلم الغيب، ولم نكن نتوقع أن تصبح الرياض بهذا الاتساع!). وبعيداً عن مقارنة الرياض بدبي أو غيرها من المدن والعواصم؛ فقد لمست الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض حجم العاصمة وتمددها فعمدت لدراسة وضعها المستقبلي من خلال نتائج مؤشرات (المرصد الحضري) الذي يلخص ويحوّل المعلومات إلى مؤشرات لمساعدة المسؤولين عن التنمية الحضرية بوضع السياسات ورسم الخطط لتحقيق أهداف التنمية العمرانية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية. وستشارك ما يقارب من إحدى وعشرين جهة (حكومية وخاصة) في الاستفادة من نتائج مؤشرات المرصد والتنبؤ بالأوضاع المستقبلية ووضع الخطط المناسبة. ومرصد المؤشر يعد أداة مناسبة تمكن صناع القرار من الوقوف على أحوال المدينة دورياً، والمقارنة بينها والمدن الأخرى التي تمر بمرحلة التنمية نفسها، مع الأخذ بالاعتبار المؤثرات المختلفة كعدد السكان والمستوى الاقتصادي والهجرة وسواها من المتغيرات.
ومع التقدير التام لهيئة تطوير الرياض وتثمين جهودها؛ فإن الأمر قد لا يستلزم ذلك التحالف الضخم بقدر ما يتطلب تخطيطاً سليماً وتنفيذاً سريعاً بدلاً من تلك المشاريع المتعثرة أو السلحفائية، وتوزيعاً عادلاً للإدارات الخدمية مراعاة لحاجة السكان، أو الاعتماد على الطرق التكنولوجية من خلال تحويل الرياض إلى مدينة إلكترونية، لتقليل زحمة الشوارع التي صارت سمة خاصة بها لعدم الاهتمام بهندسة الطرق أو لانعدام النقل العام أو بسبب ترك سيارات الأجرة تجوب الشوارع بدلاً من سيرها بحسب الطلب، وتشويهها العاصمة بإهمال نظافتها الداخلية والخارجية ناهيك عن سائقيها.
وحتماً ستكون الرياض أجمل لو أوقف المرور إرهاب الشوارع المتمثل بالسرعة والفوضى والوقوف الخاطئ وعدم احترام النظام والناس. وستكون الرياض أكثر هدوءاً لو تم جمع المحلات الخدمية المتناثرة في الشوارع داخل سوق كبير وأغلقت عند التاسعة مساء.
وستصير الرياض أكثر نظافة لو فعّلت غرامات رمي القمامة من السيارات، وألزم قائدو السيارات بتنظيف مركباتهم، وأصحاب المحلات بمسح الغبار عن لوحاتها. وأصحاب المنازل بتقليم أشجارها. وستكون الرياض أكثر أمناً وحميمية لو تحولت شوارع الأحياء المفتوحة إلى مغلقة لا يدخلها إلا ساكنوها أو زائروها، وراعت في تصميم مبانيها ذوي الاحتياجات الخاصة.
وستصبح الرياض أكثر صحة وصديقة للبيئة لو نقلت المصانع لخارجها وتخلصت من النفايات بطريقة حضارية بدلاً من حرقها داخل الأحياء لدرجة شكوى السكان من الرائحة النتنة! وستضحي الرياض أكثر تحضراً حينما لا نجد متسولاً أمام محل أو عند إشارة مرور.
وبرغم ذلك نحب الرياض ونعشقها، ولكن نريدها الأجمل دوماً.