القاعدة هي أن (الشرطة في خدمة المواطن)، ولكن ما الذي يمنع أن يكون المواطن هو أيضاً في خدمة الشرطة من خلال مساعدتها في الوصول للحقيقة؟!.
كلنا رجال أمن نسعى للحفاظ على أمننا وأماننا، المواطن والمقيم على هذه الأرض عليه دور كبير للشعور بالمسؤولية تجاه الوطن والمساهمة بكل ما من شأنه الحفاظ على أمنه، هذا الأسبوع هناك حادثتنا يمكن الاستفادة منهما، الأولى (محلية) التي تخص مقطع (اليوتيوب) حول قيام مواطن قطري بالقفز في سيارة (ديانا) تطاردها الشرطة على طريق خريص، ومساهمته في إيقافها، معظم التعليقات على (الخبر) تشيد بهذا التصرف وهناك من انتقده واعتبره تدخلاً في عمل الشرطة، وتعريض حياته وحياة الآخرين للخطر...إلخ من نقاط الانتقاد، وأنا برأيي أن الرجل تحرك بفعل الشهامة والمسؤولية بداخله كونه يعتبر هذا (البلد) بلده أيضاً وهو يقيم على أرضه، ويملك الخبرة اللازمة للتدخل في الموقف بطريقة صحيحة!
أما الحادثة الثانية فهي (دولية) وتتعلق باختفاء (الطائرة الماليزية) حيث يساهم حوالي (600 ألف شخص) حول العالم لمساعدة المحققين ورجال الإنقاذ للتوصل إلى أي دليل أو خيط يفسر (اختفاء الطائرة) في واحدة من أغرب حوادث الطيران في العالم!
الفكرة تتمثل في إطلاق شركة (ديجيتال غلوب) التي تملك خمسة أقمار صناعية تغطي الأرض بالكامل، عملية بحث عالمية أسمتها (حملة تعبئة للعامة)، تهدف لمساعدة فرق البحث عبر تصفح الصور والخرائط التي تبثها الشركة على موقعها على مدار الساعة لمحاولة الوصول إلى أي أثر للطائرة، إما بحطام أو بفقعة زيت أو أي دليل لمكان الطائرة، وهذا يعكس أهمية دور (عامة الناس) في المساعدة؟!
بكل تأكيد التدخل (دون خبرة) أو (التجمهر) الذي يعيق دور الجهات الأمنية مرفوض, واتهام الناس جزافاً أو لأغراض أو أهواء خاصة يحاسب عليه القانون، ولكن بالمقابل كم من مواطن أو مقيم يملك معلومة قد تساعد في فك طلاسم جريمة أو قضية أمنية ولكنه يخشى الإدلاء بها بسبب تجارب أو قصص يتداولها العامة تحت بند (ابعد للشر وغني له)؟!.
أعتقد أننا بحاجة لتوعية (شعبية) أكبر في البيت وفي المدرسة وفي المسجد، تمكن الناس من الاقتراب من الشرطة، وتقديم أي معلومة أو دليل يفيد، تمثلاً بشعور (المواطن في خدمة الشرطة) كما أن (الشرطة في خدمة المواطن)!.
وعلى دروب الخير نلتقي.