صدمت جمعية (أكواريوم) المغربية النسائية، المجتمع هناك بتقديم حقائق عن حياة النساء للدفاع عنهن، وتسمية بعض ما يتعرضن له (بمسمياته الحقيقة)، وهو ما أثأر جدلاً واسعاً حول طرح (الحياة الجنسية) للمرة الأولى على منابر عامة، مع أن طرحه يعتبر (حشومه) أو (عيب) !. أحياناً تحتاج أن تصدم المجتمع (بحقيقة) حتى يستوعب خطورة الأمر، وهو ما عشناه مع اكتشاف (جرائم التحرش) عندما ثار المجتمع ثم سرعان ما نام في العسل مجدداً؟!.
اعتقد أن إدخال مفاهيم الحماية الشخصية، ومعرفة حدود الجسد للطفل، والتوعية من خطر التعرض للتحرش في المناهج التعليمية (اللا صفية) مطلب ملح !.
الأمر يمكن أن يسير في اتجاهين متوازيين (توعية أسرية) خاصة بالأم، و(توعية مباشرة) خاصة بالطفل أو الطفلة، وبكل تأكيد المدرسة هي البيئة الأفضل لإيصال المعلومة (للصغار) بشكل لا يخدش حياءهم، ولا يخطف طفولتهم، ولا يجعلهم يعيشون في دوامة من الشك المتواصل في من حولهم ؟!.
القضية لم تعد (مزحة)، و لا يجب التراخي في معالجة الوضع، وعلى أهل التربية والمتخصصين في برنامج الأمان السري الوصول إلى (خطة) لوضع منهج (دراسي)، واتخاذ خطوات قابلة للتطبيق بشكل (نظري - عملي) لمساعدة الطالب والطالبة على اكتشاف حدود الاقتراب من الآخرين، وكيفية حماية نفسه من التعرض للتحرش، وتوضيح (المثلث الأحمر) في جسد الطفل والذي لا يجب أن يقترب منه أو يلمسه أحد !. وزارة الثقافة والإعلام يجب أن تكسر جدار الصمت المجتمعي، وتتجاوز الخطوات الخجولة للطرح والنقاش إلى تقديم إنتاج توعوي (فاعل) للطفل والأسرة يتجاوز ما تحدثت به الفضائيات عن المجتمع السعودي، لماذا لم نشاهد حتى الآن حملة إعلامية توعوية،أو على الأقل (فيلم كرتوني سعودي) يساعد الصغار على حماية أنفسهم من المخاطر، عبر تمرير مفاهيم محاربة التحرش والإبلاغ عند التعرض له ؟!.
خطباء الجمعة وكل مؤسسات المجتمع المدني مطالبة بالتحرك (لمنع التحرش) نحن نحارب الإرهاب، والمخدرات، والفساد، ويجب أن ندرج هذا الخطر ضمن هذه المنظومة!. البعض يحاول الهرب،وعدم التعرض لمثل هذه المسائل تحت بند (العيب) وخطر فتح عيون الصغار على (شغلات ما لازم يعرفونها في هذا السن) !.
بينما الخطر الأكبر و (الحشومه الحقيقة) هو فيما نحاول إخفاءه؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.