أعمال فنية (إسلامية)!

في الثامن والعشرين من الشهر الحالي، تعرض النسخة الأولى لفيلم (نوح) في دور العرض الأمريكية، ومن ثم يعرض في بقية دول العالم، باستثناء بعض الدول الإسلامية التي أعلنت تحفظها؟!

الفيلم الذي كلّف نحو (125 مليون دولار) يحكي كيف صنع (نبي الله نوح) الفلك لإنقاذ من (آمن) من الطوفان وكيف حمل معه من الحيوانات من كل زوجين (اثنين)، وقد استبق الأزهر العرض بإصدار (فتوى وبيان) بتحريم عرض الفيلم (ورفضه عرض أي أعمال فيها تجسيد أنبياء الله ورسله وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم)!

قطر والإمارات والبحرين رفضت بالفعل (عرض الفيلم على أراضيها)، فيما ينتظر أن تمنع دول أخرى مثل مصر والأردن وتركيا وغيرها العرض بحسب المتحدث باسم الشركة المنتجة!

لا يجب أن ندخل في جدل حول (الرأي الشرعي) بحرمة تجسيد الأنبياء والصحابة في الأعمال الفنية، لأنه يفترض أن (مشايخنا وعلماءنا) قالوا كلمتهم (سابقاً) وهم المرجعية الفصل في هذا الأمر، ويجب أن يحترم قولهم ورأيهم ويلتزم به، فهم أقرب لاستنباط المصلحة والاجتهاد فيما يخدم الناس!

مع عدم غلق الباب بالكامل أمام الاستفادة من (تقنيات العصر)، نتيجة بُعد الشباب عن القراءة أو حضور دروس التأريخ والقصص، فالسينما (شئنا أم أبينا) وسيلة تأثير قوية في العديد من المجتمعات، وتحوي الكثير من المؤثرات المساعدة لترجمة بعض القصص والأحداث حتى يستوعبها الشباب المسلم لأخذ العبرة والحكمة!

القرآن الكريم والسنة المطهرة فيهما أكثر الدروس عبرة، إلا أن وجود (سينما إسلامية) موجهة للمسلمين وغيرهم، لها فائدة كبيرة خصوصاً أن هذه لغتهم التي يفهمون بها!

فلنشارك في صنع (أعمال فنية) لها تأثير لتوضيح حقيقة غائبة عند هؤلاء عن (سماحة ديننا) فيما يشبه الحوار مع الحضارات والأديان الأخرى، لأن هناك من لا يعلم أن الإسلام رغم أنه (ناسخ لما سبقه) إلا أنه مصدّق بأنبياء الله ورسله جميعاً!

وعلى دروب الخير نلتقي.