نريد مجتمعًا فاضلاً يزرع الفضائل في نفوس أعضائه والالتزام بالقيم والعادات والتقاليد المستمدّة من كتاب الله وسنَّة رسوله صلَّى الله عليه وسلَّم، نريد مجتمعنا السعودي متسامحًا لأن المجتمع المتسامح هو من يشجع أفراده ويمكّنهم من التفاهم مع الآخر
واحترام أمانته وإِنسانيته بغض النظر عن الجنس واللغة والمعتقد والعِّرق؟
نريد المجتمع أن يكون راقيًّا، لأن المجتمع الراقي هو من يدعم أفراده العمل على التمسُّك بالقيم الروحية والفكرية والعقلية التي تدحر الشر وتكرِّس الخير وتنبذ كل أنواع الهوان ورفض الفساد في كلِّ صوره وأنواعه السيئة.
يحقُّ لنا أن نطمح بأن يكون مجتمعنا مجتمعًا صالحًا، لأن المجتمع الصالح هو من يحقِّق مبدأ التعاون والوحدة، رافضًا للقصور والعجز والفرقة.
نعم، نريد مجتمعنا متماسكًا وندرك أن المجتمع المتماسك هو من تكون حبالهم موصولة مع بعضهم البعض، وأن تكون حبالاً معلّقة بالباري عزَّ وجلَّ متينة لا يستطيع العدو قطعها؟
يحقُّ لنا مطالبة الجميع أن يتعاونوا لرفض التعصب الأعمى، لا نريد أبدًا مجتمعًا يشجع على تمزيق وحدة الأمة.
نريد مجتمعًا يفرِّق بين الحق والباطل.
نريد مجتمعًا يتمسك بالصلاح والخير وتوحيد الصفوف والقلوب والأهداف ورفض كل من يحاول الفرقة والخلاف والانحراف والتشتت والتمزّق والتمرد على القيم والأخلاق والتنكر للوطن نريد مجتمعًا مطبقًا بالأفعال لا بالأقوال، قول الخالق المصور جلّ وعلا الذي حذّر الأمة من التفرَّق قال تعالى: {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تفرَّقوا وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وأولئك لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}.
صحيح أننا لسنا مجتمعًا ملائكيًّا وهناك اختلاف في العادات والتقاليد والآراء ولم تتمكن العديد من الأبحاث والمؤتمرات والندوات من الوصول إلى معرفة أدب الخلاف وفقهه وأسبابه وأنواعه، ومع هذا فإنّ وحدتنا ومصير اُمَّتنا تحتمان علينا ألا يكون خلافنا على الجوهر الأساسي وليس مؤدّيًّا إلى زعزعة أمننا واستقرارنا، مدركين أن كل مواطن غيور في بلد النماء والعطاء لا يمكن أن يقبل أن يصل الخلاف إلى درجة تسمح له بالنيل من هذا الوطن وأهله، وعلينا أن نعرف تمام المعرفة أن لنا ربًا واحدًا ودينًا واحدًا ونبينا واحد وعلينا الإدراك أن الخلاف شرُّ كلّّه.
ألا يحقّ لنا تحذير مجتمعنا من الانجرار أو التأثُّر بمن أغواهم الشيطان ليفرقوا بين صفوف هذا المجتمع والنيل من إخلاصه لدينه ثم مليكه ووطنه الذي ترعرع على ثراه، لقد حذّرنا كثيرًا من الإصغاء إلى من تجرّدوا من الإِنسانية واتبعوا القانون الجاهلي، ولأننا مجتمع مسلم وعربي أصيل وأمجادنا وقيمنا لا تقر أيّ نوع من أنواع التنكر لمن أوصلونا إلى أعلى سلالم الرقي ووفرُّوا لنا الأمن والعيش الكريم وخافوا بنا الله، مطبقين مبدأ العدل والمساواة ولأننا شعب له تاريخ يرفض الفوضى واتباع الهوى ويتمثَّل بالوفاء والشيم والقيم، نعم هكذا نريد المجتمع.