للتطبيقات الدعوية الصادقة الأثر الهام في حياة كل الناس شعوباً ونخباً وقيادات وشباباً يزوّدها بكل ما تحتاجه من التوجيه والإرشاد وتحقيق فعالية مؤثّرة في الحض على كل ما من شأنه النفع للمجتمع، لأن الداعية المؤمن الصادق يدرك أن عمله خالص لوجه الله وإعلاء كلمته والحفاظ على مبادئ الإسلام، والدعاة الحقيقيون يعلمون أن شعوب أمة محمد ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالعقيدة والأخوّة والشعور المشترك على اختلاف جنسياتهم وتباعد أوطانهم؟ لأن كتاب الله القرآن الكريم أعلن وحدة هذه الأمة في قوله تعالى، {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (الآية 10 سورة الحجرات)، وعلى الرغم من معرفة كثير من الدعاة بما تحتويه معاني هذه الآية فقد سار البعض وبكل أسف ليحرض المسلمين على بعضهم البعض غير مبال بإضعاف قوتهم والانتقاص من إيمانهم؟ وهناك من غرر بشباب هذا الوطن ليذهبوا خارج الحدود للجهاد ضد الكفار كما يدّعون وأنه فرض عين وأجازوه وحبّبوه لنفوس الشباب. مؤكّدين أن الجنة بانتظارهم؟ مع علمهم أن إعلان الجهاد من اختصاص ولي الأمر فقط، ألم يعلم هؤلاء أن من أهم وظائف الدعوة هو العون والتوجيه الأبوي الذي يأخذ بأيدي الناس إلى جادة الصواب والحق ويقيل عثرتهم خاصة عثرة صغارهم وشبابهم حتى يستقيم عودهم وتتشبع نفوسهم بصحيح العقيدة وكريم الخصال، لماذا لم يساعد هؤلاء الشباب على بر والديهم وخدمتهم وتذكيرهم بقول الباري جلَّ وعلا في حق الوالدين، لماذا لم يكلّف هؤلاء أنفسهم بمساعدة الشباب والمساهمة في تربيتهم على أسس إسلامية؟ لماذا لم يكرسوا في أذهانهم حب الوطن والقيم وتحقيق بناء المجتمع وتطوره ورقيه وتكاتف أهله وتعاضدهم، هل سأل واحد منهم نفسه ما ذنب الأم التي فقدت ابنها وليس لها من وسيله إلا الدموع والأسى؟ وما ذنب الأسرة التي فقدت عائلها وأصبحت عالة على الآخرين؟ إن المحرضين لو حكموا صوت الإسلام المتمثّل في كتاب الله عزَّ وجلَّ لتوقفوا فوراً عن إثارة الفتنة التي يساهم في تأجيجها معهم بعض الوسائل الإعلامية وبالتحديد بعض القنوات التي تنمي الروح الجاهلية التي عاشت في نفوسهم وأصبحوا بعيدين عن المفهوم الحقيقي للإسلام وعن مبادئ دعوة الحق التي لا تخالف المنطوق القرآني والهدي النبوي؟ إن من يجعل الحق باطلاً والباطل حقاً لن يقبل منه عمله لأن في قبوله من أي فرد يمثّخطراً كبيراً يؤدي إلى زلزلة المجتمع، فهل من مجيب وأن يكون للعقول دور في أن يتعامل الجميع بالموضوعية وبالحكمة والموعظة الحسنة.