لا أحد ينكر أن أسباب الضعف والهوان الذي تمر به أي أمة من الأمم أو شعب أو مجتمع يعود إلى الاختلاف في كل مايتعلق بالأقوال والأعمال والمذاهب وفي السياسات والأغراض الشخصية، وكل هذه الأشياء إذا اجتمعت أصبحت الأفكار مشتتة والقلوب غير موحدة وأصبحت الصفوف مبعثرة عندها يكون تحقيق الأخوّة الدينية
... والروابط الإيمانية والتواصل بين أفراد المجتمع والتراحم والمحبة والوئام من الأمور التي يصعب الحصول عليها؟ إن المجتمع الواعي هو من يطبق بعقلانية مبدأ إزالة الضغائن والعداوات وأن يكون له صوتا واحدا يتكلم به ويدعو إليه العلماء والكبراء وعامة الناس مما يسهل على الجميع وحدة الصف وتوحيد الكلمة لأن أصل الجهاد اتفاق الكلمة!! وأن ارتباط المجتمع بالأخوّة ارتباطا وثيقا من أعظم أسباب الانتصار على النفس التي تأمر بالسوء وعلى الأعداء الذين يريدون التمكن من رقابنا ويسعون للعبث في تاريخنا وحضارتنا وقيمنا؟
إننا وبتجرد نريد من المجتمع السعودي الا يضع أحد من أفراد هذا المجتمع الأصيل رأسه تحت رحمة الأعداء.
نريد من المجتمع معرفة أن التحزب والتعصب دليل ضعف العقول مصداقا لقوله تعالى، {تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ} (سورة الحشر14).
لا نريد من أحد أن يضمر العداوة لإخوته.
ولا نريد من المجتمع المجاملة على حساب القيم، ولا نريد التخاصم على متاع الدنيا.
وعلينا الإدراك أنه كلما قوي إيمان العبد بربه عرف مقدار نفع هذا الإيمان وفضائله. لقد استمع الجميع إلى الحديث الهام الذي أدلى به الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد وزير الدفاع أمام مجموعة من السفراء والذي شدد من خلاله على وحدة الصف وتحقيق الأهداف والتعاون والتكاتف والتناصح لقد كان حديثاً نابعا من القلب يحمل حقائق واضحة تهدف إلى الصلاح وأسباب السعادة في الدنيا والآخرة مبينا سموه بل ورافضا رفضا قاطعا الوقوع في براثن الشر داعيا المجتمع السعودي الترفع بإسلامه وعقيدته وأمجاده وتاريخه وأخلاقياته وتاريخ أسلافه عن حضيض النعرات القبلية والعصبية، وأن البر في الأسرة والقبيلة ليس عيبا ولكنه تعصب مرفوض عندما يكون على حساب الوطن، إن سموه في ذلك الحديث المباشر والهام يؤكد على أن تتسع نظرة المجتمع باتساع دعوة الإسلام وتعاليمه والتمسك بالدين الذي ارتضاه الباري جل وعلا للعالمين هذا الدين الذي يأمر بالقوة ويرفض الانقياد للأعداء، نعم إنه حديث العقل فهل من مجيب؟