أحدهم قال: « لا يمكنني أن أمنحك وصفة للنجاح, غير أنني يمكنني أن أعطيك وصفة للفشل هي: أن ترضي كل الناس»..
وقديما قيل: «رضاء الناس غاية لا تدرك»....
وفي هذا ينصرف المعنى إلى أن التجارب البشرية أثبتت أن الناس لا يجتمعون على أمر، وإلا كانت نتيجته الفشل, ..!!
فهل يقصدون فيما قالوا، وتداولته سطور مقولاتهم وحكمهم، أن النجاح يحققه المرء في اختلاف الناس على ما مساواته بينهم, وعدله فيهم ..؟!, و الأبعد من ذلك، أنه يكمن في عدم رضائهم ..؟!
كيف إذن يكون الإجماع على الإيمان بالله تعالى, وحقائق الكون, والنهايات الأبدية, والسيرورة السرمدية لنواميس الطبيعة، يتفقون عليها، ويرضون بحقائقها «المؤمنون» حقا.., وكثير من الذين لا يؤمنون, وقد جمعت لهم فيما تنزلت به الملائكة, وجاء بها الرسل، والأنبياء.. وكانت براهين لوحدانية الله، وهي مدار القناعة، والتقبل، والرضاء, ومعقد نجاح الرسالات.. ونجاح الرسل.. بوصف أدائهم في أممهم أدلة على النجاح لا الفشل..!!؟
وهذا في الناس الشاهد الملموس، والمحسوس، العامل فيه العقل، والمصدق به القلب..؟!
إن الإنسان في النهاية ليس مسلما عنده كل ما يقوله نفر من الناس.., وليست حِكَمُه الشائعة التي يطلقها, وتجري بها ريح الزمن في حقبه، ومراحله، ويروج لها الناقلون، والمرددون دون تفكُّرٍ على وجه من الدقة..,
فعلى سبيل المثل النجاح أو الفشل في إرضاء الناس، ليس غير أسلوب ودراية باختلافات الناس, وللوصول إلى قناعاتهم ينبغي معرفتهم، والتعامل معهم بفن يمكن أن يقال عنه إنه سلوك النابهين, الذين يتعرفون طبيعة البشر، وحاجاتهم, والذين إن قدروا قدموها، ويسروها, .. كالرسل الذين كانوا أكثر حكمة من كل البشر, إلا من اهتدى واقتدى بهم..،
وقد أخذ عنهم المحدثون الذين يضعون ضمن قواعد نجاح المدير في عمله, والرئيس عن مقعده, أن يحقق العدل في رعايته، ويمارسه بأمانته، فيقر المساواة، ويقنن إجراءاتها بين مرؤوسيه، فكل له حق, كما عليه واجب.., لينزل الرضاء في نفوسهم، فينتجون, ويتنافسون..
وبذلك يعودون ليغرفوا من معين حكمة المشرِّع الخاتم لسنة الله في خلقه، عليه الصلاة والسلام حين قال: «لا فرق بين عربي ولا أعجمي ..إلا بالتقوى».., والمؤمن لأخيه عضو في جسد, و»لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه»...
وكل أمر على هذا النهج، هو إرضاء للفرد في جماعته, وجماعة في مجتمع، ومجتمع في أمة.. ليكونوا جميعهم راضين, فيسود النجاح.., وتنتصر الإنسانية عدلا ..وحقا، فتعطي نتاجا مثمرا، وعمارا في الحياة ..,
على أرض عمل، وفي رغد اطمئنان..