« أنا مقصر وغير مقتنع بما تحقق في العام الأول من تعييني أميراً لمنطقة الرياض ....» « نحن بحاجة لمن يوضح لنا أوجه القصور والخطأ أكثر ممن يشيد بأدائنا...» «نتابع باهتمام ما يطرحه الكتّاب ونسعى لتصحيح الأخطاء حين نتأكد من ثبوتها...»
لغة جديدة في خطاب الحكام الإداريين في بلادنا سمعناها، زملائي الكتّاب وأنا، يوم الثلاثاء الماضي في مجلس قصر الحكم بالرياض من سمو أمير منطقة الرياض الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز... لغة تؤكد أنّ روح المسؤولية لا تغيب عن حاكم العاصمة الإداري، فالأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز ونائبه الأمير تركي بن عبد الله بن عبد العزيز يمثلان جيلاً جديداً من الحكام الإداريين في المملكة، والإنجاز كما رأيته في وعيهم ليس بمجرّد مرور الزمن ولا الأمنيات بل بنتائج حقيقية ومنافع ظاهرة...
رغم متابعة الأمير ونائبه خلال العام المنصرم لكل صغيرة وكبيرة وإشرافه المباشر على ورشة عمل تنمية العاصمة، إلا أن وصفه لنفسه (بالمُقصر) لغة مسؤولية جديدة لم نعهدها، أتمنى أن يسترشد بها المسؤولون لأنها لغة تعكس الوعي بالإنجاز والمسؤولية والتكليف وليس التشريف.
تحدث الأمير بشفافية في اللقاء مع الكتّاب حول هموم العاصمة وشجونها... تحدث عن أزمة الازدحام المروري وكيف سيواجهه مشروع حافلات النقل، تحدث عن أزمة العمالة المخالفة وعن دراسة خيارات الترفيه لسكان العاصمة... لم يكتف الأمير بالحديث منفرداً، بل استمع وناقش وحاور الكتّاب وأنهى مجلسه بسماع مطالب وشكاوى ذوي الاحتياجات الخاصة، ليجسِّد حقيقة أنّ بيت الحكم في بلادنا يملك روح التجديد والمواكبة في الإدارة المحلية لاستيعاب كل مرحلة...
لم أجد الفرصة ولم يصلني الدور في اللقاء أمام الأمير، لطرح وجهة نظري حول نقطة أحسبها على رأس الأولويات في تنمية المنطقة، ولعلِّي أن أشارك بها الأمير ونائبه في هذا المقال ، فالمدن والمناطق الناجحة إدارياً واقتصادياً تحيط بها حواضن قرى وبلدات تشاركها النجاح ، وبالقدر الذي حلمنا به في إنشاء مدن اقتصادية، فإننا نحلم اليوم بإنشاء قرى وبلدات اقتصادية أيضاً، تساهم في توطين أبناء وأهالي تلك المناطق وتزيل العبء عن المدن الكبرى وتوقف الهجرة إليها، كل ما أخشاه اليوم ومع ازدياد واستمرار وطأة حملة المخالفين، أن تتحوّل الأحياء المكتظة بالمخالفين في وسط الرياض، إلى تلك البلدات والقرى فتكون ملاذاً لهم وتكراراً للمأساة!!