توصلت سورية والأمم المتحدة أمس الخميس إلى اتفاق حول خروج المدنيين ودخول المساعدات الإنسانية إلى أحياء حمص القديمة المحاصرة منذ اكثر من 600 يوم، فيما بلغت حصيلة ستة أيام من القصف الجوي بالبراميل المتفجرة على حلب 257 قتيلاً. وأكدت الأمم المتحدة التوصل إلى (هدنة لأسباب إنسانية) في حمص ستتيح خروج المدنيين من المدينة المحاصرة ودخول المساعدات الإنسانية إليها. وهذا الاتفاق مع الحكومة السورية سيسمح بتقديم مساعدة حيوية لحوالى 2500 مدني عالقين بسبب المعارك كما أعلن مساعد المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق للصحافيين. وذكر أن الأمم المتحدة جهزت مساعدات إنسانية (أغذية ومعدات طبية) في محيط حمص، انتظاراً لمثل هذا الاتفاق وان موظفي وكالاتها الإنسانية مستعدون للتدخل، كما أكدت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) الاتفاق.
وعند دول الاتفاق حيز التنفيذ سيكون أول بادرة إنسانية من النظام السوري منذ مؤتمر جنيف للسلام في يناير الماضي الذي جمع ممثليه بممثلي المعارضة برعاية الأمم المتحدة. والأحياء التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في حمص محاصرة من الجيش السوري منذ يونيو 2012 وتتعرض للقصف بانتظام. ويعيش في هذه الأحياء آلاف السوريين في ظروف مزرية.
إلى ذلك أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الجوي منذ السبت إلى 257 شخصا بينهم 76 طفلاً. وقال المرصد صباح أمس انه وثق مقتل 246 بينهم 73 طفلا دون سن الثامنة عشرة وما لا يقل عن 22 مقاتلاً من الكتائب المقاتلة جراء القصف بالبراميل المتفجرة التي ألقتها الطائرة المروحية على أحياء حلب الشرقية.
ميدانياً أيضاً سيطر مقاتلو المعارضة أمس على غالبية أجزاء سجن حلب المركزي في شمال البلاد وتمكنوا من الإفراج عن مئات الأسرى بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلا أن مصدراً أمنياً في النظام نفى ذلك. وأعلنت حركة أحرار الشام الاستيلاء على السجن بشكل كامل بعد سيطرة بعد معارك عنيفة بالأسلحة والرشاشات الثقيلة كما أذاعت جبهة النصرة مقتل سيف الله الشيشاني قائد العملية العسكرية في السجن، حيث بدأ الثوار ظهر أمس الخميس المعركة وفجروا سيارة محملة بعشرين طنا من مادة تى ان تى شديدة الانفجار في بناء العضم الذي تتحصن به قوات النظام على حد قولها. بدوره نفى مصدر عسكري سوري في حلب الأمر وقال إن وحدات من الجيش السوري أحبطت أمس محاولة مجموعات إرهابية مسلحة الاعتداء على سجن حلب المركزي وأوقعت أعدادا كبيرة من أفرادها قتلى ومصابين.
وأضاف المصدر في تصريح لوكالة الأنباء السورية (سانا) تم تدمير كميات كبيرة من أسلحة الإرهابيين وذخيرتهم وإن من بين القتلى أبو سيف الشيشاني متزعم جبهة النصرة في المنطقة.