شمسه «تشرق» من جديد .. يعود الفارس كما كان هذا هو الوضع «الأكيد» والمحبب إلى النفس والغالي على القلب!
أبى إلا أن تكون العودة من «الباب الكبير» وعلى مشهد من البشر في الداخل والخارج، معجبين كانوا أو محبين أو متعاطفين أو حتى غاضبين من عودة «العملاق» كانوا شهوداً.. نعم، كانوا شهوداً على أن «الكبير» اختار العودة بطريقته الخاصة وأمام «كبير» آخر تسيَّد «السنوات الخوالي» التي ضاعت من عمر النصر ولكنها «الأيام» تعيد غائباً عزيزاً إلى مكانه وإلى مجده وإلى ذكرياته الجميلة في زمنه الجميل.. حين تعلّقنا بلونه وشعاره واسمه وانتصاراته وبطولاته.. أول ما فتحنا عيوننا على هذه الحياة وجدنا هذا النصر العملاق أمامنا فأحببناه وأحبنا..!
أفرحنا كثيراً.. وأحزننا كثيراً.. وهجرنا أيضاً طويلاً.. ولكنه «حبيبنا»! إن غاب عنَّا تعلَّقنا بحبه وإن عاد إلينا ازداد حبه أكثر إنه «النصر» الاسم والمسمى ولا غيره أحد..!
الأول من فبراير 2014م يوم غير عادي في تاريخ هذا الكيان العريق.. أعاد الأمور إلى نصابها وأعاد كل شيء إلى وضعه الطبيعي وأعاد إلى التنافس الرياضي روعته فهو «السيد» دوماً وهو البطل مهما غاب..!
في الأول من «فبراير» أشرقت الشمس في الليل على «الدرة» لتعانق نجوم السماء ليمتزجا بلون ذهب الأرض لتشكِّل معاً «لوحة» لم يستطع أحد أن يرسمها ولا حتى «بيكاسو»!
إنها عودة «محارب» أصيل و»قمر» غاب طويلاً و»شمس» تلاشت وراء الغيوم!
فحق لنا أن نقول: لقد أوقفت الزمن يا نصرنا وكتبت عنواناً جديداً ومجداً آخر يُضاف إلى أمجادك ماضياً وحاضراً ومستقبلاً أيضاً..!
آن الأوان لأن أقول لك بعد «الخصام» وغيبتك الطويلة التي هي في مقياس الزمن «قليلة» وفي مقياس المحبين دهور طويلة أقول: آن لي أن أقول لك: (يا بعدهم كلهم ويا بطلهم كلهم) مع الاعتذار لعبدالمجيد عبدالله، وأقول أيضاً كما قال الراحل طلال من كلمات رمزنا الأول «عبدالرحمن بن سعود» رحمه الله.
(أحبك يا نصر والله أحبك)
وكما قال أحد شعراء هذا العصر:
(عودتك يا نصر أسعدت ملايين)
وكما قال شاعر آخر:
(فارس نجد لو يجرح مصيره يرجع ويداوي)
وكما قال أيضاً:
(النصر ما هو شعار أو هزيمة وانتصار..
النصر عشق الطفولة وأول الناس الكبار)
ولأن هذا «النصر» جميل في كل شيء «اسماً وشعاراً ولوناً» فإنه أنجب لنا «رمزنا الجديد» الأمير فيصل بن تركي بن ناصر «جامع المجد من كل أطرافه»..!
قال ذات يوم إنه سوف يصنع «فريقاً» لا يُقهر وتتحدث عنه القارة ولم نصدّقه ولكن الأيام أثبتت أن الرجل الفذ قال وطال وصنع وفعل وهو يقدّم لنا فريقاً ولا في الخيال، بل ولا حتى في الأحلام..!
لقد «قسوت» عليك يا رمزنا الجديد في سالف الأيام وانتقدتك كثيراً، وحكمت عليك، وتعجّلت في الحكم وكله من محبة في هذا النصر ولكنك انتصرت علي وبالضربة القاضية عفواً بالضربة «المحبَّبة» لكل نصراوي وهي العودة مجدداً إلى جادة «البطولات» فما أجملها من عودة وما أجملها من «ضربة»..!
والشكر لـ«الكوتش» العملاق أسد «أورجواي» مستر كارينيو على ما فعله مع النصر في هذه الفترة القياسية.. والشكر موصول للصديق القديم والحبيب العميد فهد المشيقح الذي تعرَّفت عليه أيام الدفاع المدني وأيام أبي خالد - رحمه الله- وآخر لقاء لي معه كان عام 1418هـ حين تكريم ماجد عبدالله بـ»العمودية» في نادي النصر .. ويحق لي اليوم أن أشكره فكلما رأيته في المباريات تذكَّرت أيام الأمير عبدالرحمن- رحمه الله.
قبل الختام:
أعترف أن القلم خانني هذه المرة وتوقف العقل لحظات وتعطّل اللسان من عظمة مشهد أمسية السبت الخالد ولكن للحديث بقية عن فارس نجد بعد أن يكتمل ما تبقى من شهر فبراير الجميل ليضيف كأس الدوري إل جانب كأس ولي العهد حينها أقول (هلا فبراير) كما قال أهل الكويت وهلا بالنصر وهلا فبراير وكل عام وأنتم بخير يا أمة النصر..!
رسالة أخيرة:
يا رجال النصر لم يبق إلا 6 جولات فقط كونوا فيها «محاربين» في الميدان.. لا تهدروا جهد 20 جولة وأنتم في الصدارة نريد أن تكون عودتكم كاملة «الدسم» بطل دوري وكأس لا بطل كأس فقط..!! أسعدونا وأفرحونا لتكتمل فرحة كل المحبين بنصركم «الخالد» فهلاَّ سمعتم النداء؟
جماهيركم المتعطشة للبطولات تنتظر منكم المزيد لكي يُقال عن نصركم بطل الدوري والكأس.. وبطل العودة المظفرة إلى مكانه الطبيعي بين الأندية... اللهم آمين.
كلمة حق وشكر لـ«الجزيرة»
من الواجب علي أن أشكر «الجزيرة» وأنا أحد أبنائها وصاحب ميول لـ»البطل» النصر، وأن أقدّم جميل الشكر والتقدير للزميل الأستاذ القدير «محمد العبدي» مدير التحرير للشؤون الرياضية «المُبدع» دوماً و«المُنصف» دوماً وصاحب «المواقف المشرِّفة» مع جماهير الوطن وجماهير كل الأندية..
«أبو مشعل» أحد «أساطين» الصحافة الرياضية الحديثة، يقول لي أنا أقف مع أي ناد يحقق «إنجازات» أياً كان.. وها هو «أستاذنا» الرائع يقول ويطول ويؤكِّد مصداقيته حين أخرج لنا ملحقاً ملوناً رائعاً» من ثماني صفحات «تميّز» بالمادة والإخراج وصور الإنجاز في ظرف 24 ساعة فقط متجاوزاً كل الصحف الأخرى «النائمة» والتي تجاهلت إنجاز النصر.
وأقول للعزيز أبا مشعل أصالة عن نفسي وبالنيابة عن الجماهير النصراوية كافة والتي كلمتني بصفة خاصة كل الشكر لك ولـ«الجزيرة» أيها الإنسان الرائع فقد أوفيت وكفيت بوعدك ووقفت مع البطل» وجماهيره بالملحق الرائع الذي أشرفت عليه وسهرت من أجله .. فبارك الله بك أيها الحبيب بعد أن كسبت إعجاب جماهير النصر.