كان خبر رحيله «فاجعة» بالنسبة لي وصدمة عنيفة لم أتحمّلها، وكان وقعها عليّ بمثابة (الحزن) والألم والفراق لتلك القامة التي لن أنساها ما حييت..!
إنه الرجل «العصامي» والحبيب و»العفيف» عبدالله بن محمد آل ثنيان شقيق «رفيقة دربي»، الذي رحل عنا وعن هذه الدنيا الفانية رحيل (العُظماء)!
لقد اختاره ربُّ العباد والبلاد إلى جواره في اليوم الأول من رمضان، كان «صائماً» ومغتسلاً لأداء صلاة الظهر، فما أجملها يا أبا فهد من «خاتمة»، وما أجمله من وداع لدار الفناء إلى دار البقاء إن شاء الله «دار النعيم والخلود»!
قبل رحيله - رحمه الله - بأسبوع التقيته في مأدبة عشاء أقامتها شقيقته وشقيقة زوجتي نورة في منزلها العامر، وكان كعادته في حياته وكما عهدته «فروحاً» مبتسماً مع الجميع، ولكني هذه المرة لاحظت في وجهه إشراقة ونوراً كنور القمر و»زُهداً في الدنيا»، ولم أكن أتوقّع أن يكون لقائي بالحبيب أبي فهد هو اللقاء الأخير..!
إنها إرادة الله وقدره، فقد كان معي ومع الأحباب حيّاً والآن جسده النّحيل الطّاهر تحت الثّرى!.
الله أكبر .. الله أكبر ما أقساك أيتها «الدنيا» هل أقول لأبي فهد وهو في «قبره» وأجزم أنه لن يسمعني هذه المرة «وداعية يا آخر ليلة تجمعنا» .. أم أقول له إلى لقاء في دار البقاء أيها النَّقي..
لقد عاش هذا الصديق القريب و»النّسيب» الحبيب حياته (عصامياً) مؤمناً بما كتب الله له، ولكنه بحمد الله خلّف رجالاً وراءه وخلّف بنات سيخلِّدون ذكراه، منهم الضابط والطبيب والمهندس، ومنهنّ من كريماته الدكتورة وأستاذة الجامعة والإدارية، وهؤلاء هم «الثروة» الحقيقية التي تركها الإنسان أبو فهد..!
ولا أنسى رفيقة دربه الإنسانة العظيمة التي عاشت معه قرابة أربعة عقود بحلوها ومُرِّها، وخيرها وسعادتها، وكانت سنداً له في رحلته مع الحياة، السيِّدة الفاضلة هيا الزمامي «أُم فهد».
أبا فهد أيُّها الراحل العزيز «ارقد» في قبرك آمناً مطمئنّاً، فقد عشت «كريماً» ورحلت عنا «كريماً»، وما يفرحني هو أنك لم تمت في عيوننا، فإنْ غادرتنا (جسداً) فلن تفارقنا صورتك وابتسامتك وذكرياتك الجميلة التي عشناها معاً.
لن أعزِّي نفسي فقط فيك يا أبا فهد، بل أعزِّي زوجتك وأبناءك فهد ومحمد وثنيان وكريماتك وشقيقك عبدالعزيز وشقيقاتك نورة وسارة.
وآخر كلامي لك وأنت أيضاً لم ولن تسمعني أيها الغالي ابن الغالي أنار الله قبرك وأنس وحدتك وجمعنا وإيّاك والمسلمين أجمعين في «عليِّين»..
اللهم ارحم عبدالله بن محمد بن ثنيان، واجعل قبره روضة من رياض الجنة ونوراً إنْ شاء الله، إلى أن يبعث الله خلقه للقائه..
فوداعاً.. وداعاً.. وداعاً يا من عشت بيننا، واليوم فارقتنا وحيداً «بدوننا»، سنلحق بك اليوم أو غداً أو بعد غدٍ..
رحمك الله وحفظك بحفظه ميتاً كما حفظك حيّاً.. و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.