فريقٌ يخسر من منافسه بكل الأدوار ومنها النهائي، ثم يعود للفوز بالكأس الغالية.. رغم كل هذه الإحباطات لا شك أنه فريقٌ مثابر يتميز بالتّحدي ويتفرَّد مسؤولوه بالإصرار والعزيمة، هذا كله يُشخِّص الحالة النصراوية المتفرّدة، فما تعرّض له الفريق كفيلٌ بإحباط معنويات مُسيريه، وإن عاد فسيعود بغير الإدارة التي تلقت كل الخسائر الموجعة، لكن ذلك لم يحدث مع النصر، فالإدارة لم تُحبط ولم تزدها الخسائر إلا إصراراً وعزيمة، فهزمت الجميع ونجحت بتقديم بطولة فاخرة بحجم كأس ولي العهد، هدية للجماهير الصابرة الموعودة بمزيد من البطولات، فالنصر الحالي غير، والأهداف تغيّرت والطموحات تبدّلت، فغياب السنين الطوال تحوَّل بفعل إرادة الإدارة الحديدية إلى أفراح ينثرها فريقٌ ثقيل داخل الميدان.. فريق أصبح يعرف ماذا يريد، ويعرف جيداً الطريق للوصول إلى الأهداف.
عودة النصر، لا شك هي لمصلحة الكرة السعودية ولمصلحة المنافسة، فالنصر ركن أساس من أركان الكرة السعودية وغيابه ليس بمصلحتها، كما أن عودة فريق لمرحلة أو لمناسبة واحدة ليس في المصلحة العامة، ولكن ما يجلب الفرح والتفاؤل أن فريق النصر الحالي يختلف - فكراً ومنهجاً - من خلال مُسيريه، فإدارة فيصل بن تركي عملت وتعمل للحاضر والمستقبل، فهي لا تستكين فنجحت بإيجاد فريق مدجج بالنجوم - أساسيين وبدلاء -، ونجحت في إعادة الجماهير للمدرجات، ونجحت في أن يصعد النصر أولاً للمنصة لاستلام الذهب الذي غاب عنه طويلاً، ولكن المؤشرات تُوحي بأن عودته إليه ستستمر طويلاً.
مبروك للنصراويين جميعاً عودة النصر لمنصات الذهب ببطولة كبرى تليق باسم النصر وتاريخه.