بوجود مواقع التواصل الاجتماعي لم يعد للنقاد أو المعلقين أو المحللين، أو حتى البرامج الحوارية، أية أهمية! صارت الأهمية، لمن يمتلك القدرة على استغلال العواطف وعلى تهييجها، أو على إثارة القضايا بأساليب مثيرة. ومن أسرع هذه الوسائل هي الرياضة، والتي تكاد تكون الأولى في جذب المتابعين لهذه المواقع.
في نهائيات كأس آسيا تحت 22 سنة، تحدث من تحدث من الأشقاء العراقيين عن منتخبنا الوطني، واصفاً إياه بصفات بعيدة عن الرياضة. وتطوع البعض لمهاجمة مَنْ تحدث بهذا الحديث، فدخل بقصد أو بدون قصد في سياقات مذهبية، لا تمثل الرياضة بمعناها الأخلاقي. وكان الأجدر، ترك هذا الكلام يذهب مع الريح، فهو لا يمثل إلا قائله، كما كثير من الكلام الذي قاله قائلون، وتم نسيانه في اليوم التالي، وربما في نفس اليوم، لأنه ليس جديرا بالرد ولا المناقشة ولا التحليل. انه مجرد تعصب رياضي من قبل شخص يقوده التعصب وتخونه الأعصاب المنضبطة.
الليلة، تحتاج مواقعنا الاجتماعية إلى ضبط الأعصاب. لن نحتاج إلى أولئك الذين يسيطر عليهم التعصب الأعمى، والذين يلوثون الفضاء الالكتروني أو التلفزيوني أو الصحفي، بآراء أو عبارات تسيء للذوق الرياضي، وتسيء للمنافسة الشريفة، وتسيء للذين يتطلعون إلى نهائي كأس ولي عهد مشرف، يليق بالجهود التي بذلها الفريقان لوصول هذه المنصة.
من حق أيِّ فريق من الفريقين الحصول على الكأس، ومن حقنا أن نصفق له ولوصيفه من الأعماق. وسيكون التصفيق الأكثر حرارة، للمشجع الذي سيتفوق على نفسه، ويضبط أعصابه، ويتحلى بأخلاق الفوز وأخلاق الهزيمة. هذا هو مَنْ سيستحق الكأس.