فاصلة:
(يبقى لدى كل شخص قوة كافية للقيام بما هو مقتنع به)
- حكمة ألمانية -
كعادتي أحياناً قبل أن أكتب هذه الزاوية أحاول قراءة بعض الصحف وموقع «تويتر» لكي اصطاد فكرة، ما لم تكن الفكرة أصلاً في رأسي قد بنت لها عشاً، حينها لا أحتاج إلى البحث عن سواها.
معظم الصحف تنشر أخباراً مؤلمة، لأن الواقع مؤلم، لكني سألت نفسي ما هو واقعي أنا تحديداً، وكيف أسمح لأي كائن أن يشكل واقعي فضلاً عن وسائل إعلام عربية لا تملك إستراتيجية واضحة للتأثير على المشاهد، بدليل نشرها لمسلسلات بكائية وأخبار عنف متتالية.
وهذا يجعلني أتساءل: هل وسائل الإعلام تنقل الواقع أم أنها تسهم في تشكيله؟
ولأنها تسهم في تشكيله فعليَّ أن أنتبه إلى الرسائل التي تبثها ويستقبلها عقلي سواء على مستوى الوعي واللاوعي.
بدءاً ما دوري أنا في صراعات العالم من حولي وحروب الدول التي لا تنتهي، هل هو دور التعاطف السلبي أم الدور الإيجابي؟
في الحالة الأولى سوف أتابع الأحداث وسوف تشدني عوامل الإثارة وسوف أستقبل معلومات مفجعة تجعل مشاعري سلبية سواء حزناً او إحباطاً او غضباً، وفي هذه الحالة لن أستطيع أن أقدم شيئاً إيجابياً لضحايا الحروب مثلاً، لأن المشاعر السلبية لا تدفع إلى سلوك إيجابي.
أما الحالة الثانية، فهي ألا أتابع الصور المفجعة، لكن شعوري بالمسؤولية كإنسان يمكن أن يدفعني إلى التبرع مثلاً او المساعدة بأي طريقة كانت للتخفيف عن الضحايا والدعاء لهم بطاقة مرتفعة من اليقين بكرم الله.
حتى الذين حولنا من أهل وأحباب يشكلون واقعنا إن سمحنا لهم بذلك، مع أن الصحيح أن تكون أنت من يصنع واقعك، تريده سلبياً صادق السلبيين واستمع إلى قنوات الأخبار وتابع المسلسلات العربية، او تريده إيجابياً فتصادق المتفائلين وتتعامل مع الناجحين وتترك شؤون الكون لتدبير الرب هو وحده كفيل بالتدبير لخلقه، هو قرارك المبني على قناعاتك.