فاصلة:
((من سار راكبا حصان سواه لا يستطيع ركوب الحصان ساعة يشاء))
- حكمة إسبانية -
تقديس الأشخاص في مجتمعنا يفسر بعدم الوعي في التعامل مع فهمنا للعالم من حولنا، فالوعي أن تفتح لعقلك المجالات أن يشك ويبحث ويتأكد وليس أن يتلقى فقط ويوافق دون فهم.
وتقديس الأشخاص هو من صفات الثقافات المنغلقة فهل نحن بالفعل نمتلك هذا النوع من الثقافة في مجتمعنا؟
هل نحن مجتمع منغلق؟
مسألة تقديس الأشخاص تبقى محيرة في مجتمع متدين مقتنع أن كل ابن آدم خطاء، وأن العصمة فقط لمن لا ينطق عن الهوى، إلا أننا ندافع بشدة عمن اعتبرناهم ذوي منزلة رفيعة من العلم والدين.
وعلى الرغم من أنني لا أميل إلى ذكر أسماء من فضحهم الله ولا نقائصهم فإنه من غير المقبول أن يستمر شيخ فاضل له تلامذته بالسرقة من مصادر مختلفة لتقديم كتبه للمكتبة، ونظل نتناقل أفكاره عبر برنامج «واتس آب»، وتظل القنوات الفضائية تخصص له برامجها ليتحدث عبرها وينشر أفكاره.
هل لدينا انفصام في تقييمنا بين فكر الشخصية وسلوكياتها؟
أفهم أن تكون الشخصية الشهيرة مثلها مثل البشر لها أخطاؤها وأفهم أن لا علاقة لي بسلوكيات المشاهير المتميزين الشخصية بل الاهتمام منصب على نتاجهم لكن السرقة الأدبية تختلف عن باقي السلوكيات لأنها تتعلق بأمانة لا يتنازل عنها أي عالم أو مفكر يعرف مسؤولية الكلمة.
أن تكون عالما لا يعني فقط أن تكون ممتلئا بالمعلومات، بل أن تكون ذا قيم وضمير يليق بالعلم الذي اكتسبته.