مكانة الإنسان الروحية والذهنية تؤهله لتشخيص ما يدور حوله، وبالتالي ضبط كل تصرفاته وخطواته بصورة سليمة، وان الإنسان الواعي يدرك أنه لا يملك حقاً ذاتياً يتيح له إلزام الآخرين برأيه أو قناعاته أو أخلاقياته أو القيم التي يؤمن بها أو طريقة
العيش التي ينتهجها؟ فما بالك إذا كان هذا النهج شريراً ويعني القتل والسلب وترويع الآمنين وهتك الحرمات وتدمير الممتلكات؟
إن التجارب التي مررنا بها لا تعني على الإطلاق إهمال كل الجوانب الإيجابية المتعلقة بالاستفادة من الآخرين التي تعود بالنفع على الأمة والوطن، ولهذا لا يمكن إهمال جوانب التواصل بين أبناء البشر بصورة تحفظ لكل فرد خصوصياته وثقافته وطموحاته وآماله في العيش الكريم بعيداً عن السقوط في أحضان العدوان الذي ثبت بالدليل القاطع انه لا يريد لنا إلا الشر والتشرذم والفتن التي تعصف بالأمة وتؤخرها، بل تعود بها إلى عصور الفوضى والتناحر وتدمير العقول وتحطيم إرادة الشعوب..
على كل شاب أن يتحلى بالقيم الإسلامية الصحيحة وألا يكون مقلداً للغير في أعمالهم التي تتعارض مع طبيعته وإنسانيته؟ ولندرك أن كل دولة من دول العالم عندما تتعامل مع الدول الأخرى من واقع الاحترام المتبادل وتقوية الروابط بين شعبها والشعوب، فهي بذلك تحقق هدفاً تسعى إليه يتمثل في أن يكون لها مركز مهم في خريطة العالم المتحضر الذي ينظر إلى الشباب على انهم عدة للمستقبل، وانهم خير من تنهض على سواعدهم وجهودهم وتضحياتهم عزائم الأمم، يحققون الآمال وانهم خير من يساعد أوطانهم على الاحتفاظ بهذا المركز، حتى يكون لهم بصمة واضحة في دائرة التصور والفكر والحياة وزرع الطمأنينة في نفوس مجتمعهم الذي يريد منهم تعزيز مكانته وحماية أمنه ومكتسباته، والذود عن حياضه والحفاظ على مكانته بين الدول والشعوب، لا أن يكونوا معاول هدم ولا أن يصبحوا أداة تستخدم لأعمال الشر وتكريس مفهوم الحقد والكراهية.
إننا نخاطب شبابنا ونأمل منهم التخلص بإرادتهم وطموحهم من نهج التعصب والتخلف والتباغض والخصام الذي صنعه وورثه لهم من انحرف عن الطريق الصحيح، وتسبب في إراقة انهار من الدماء البريئة. إن كل غيور في هذا الوطن لا يتمنى لشباب الأمة أن يحملوا في أذهانهم الحقد الديني والطائفي والمذهبي؟ بل يريد إبعادهم عن مستنقعات الوحول التي لا تؤدي إلى الخير والرفعة وحفظ الأرواح والأمن الذي هو مطلب ضروري لكل العالم، إن كل مواطن في بلاد الحرمين يريد من شباب الوطن مقاطعة كل الأعمال التخريبية التي زينها لهم أعداء العقيدة والقيم على أنها جهاد مقدس؟ إن كل سعودي يتمنى أن يكون شباب الوطن رسل سلام ورحمة ووئام يساهمون في رفع راية التوحيد التي لا تنكس؟ ومن هنا فإن الجميع يؤكد أن من يملك العقل لا يمكن أن يتصرف إلا كما يتصرف العقلاء.