إصدار المركز الرئيسي بالجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون عدة قرارات في الأعوام المنصرمة لم ينفذ منها قيد أنملة، مثل عدم بقاء مديري فروع الجمعية أكثر من 4 سنوات قرار ملزم، مشيراً إلى أن مدة تكليف أي مدير عامين تجدد لمرة واحدة فقط، ولن يبقى أي مدير أكثر من 4 سنوات مهما كان الأمر، وفي حقيقة الأمر أن هناك مديري فروع تجاوزوا 4 سنوات بل حتى 6 سنوات ولكن
المحسوبية والصداقات كسرت هذا القرار، واذا كان هناك استقطاب لمديري الفروع فيكون أيضا من الأصدقاء والمحسوبية ولا يكون حسب معايير وقدرات وإمكانيات فالأمثلة واضحة وجلية.
وكان أحد القرارات المنسية أن يكون انتخابات وإيجاد جمعية عمومية لكل فرع، وأن التوجه نحو تشكيل جمعيات عمومية في فروع جمعيات الثقافة والفنون وتحويلها إلى مؤسسات ذات استقلالية، ولكن هذا القرار لن يقام ولو أقيم لما رأينا هذا المجلس الحالي والمدير العام و مديري فروعه على حالهم مع احترامي لفهمهم الديمقراطية وهي براء منهم.
الجمعية مقبلة للاحتفال بمرور 40 عاماً على إنشائها، وهنا السؤال الذي يطرح بعد هذا... ما هي مخرجاتها التي تفتخر بها في احتفالها؟ هل جاب مسرحيوها خشبات المسرح العربي من التزاحم على طلبهم؟ أو أن تشكيلييها حققوا جوائز عالمية: أين هي من المسرح والسينما المحلية لتأتي الأمانات والبلديات تكشف لكل عابر ومهتم بالشأن الفني أن الجمعية مقصرة فيما أوكلت له ولا أنسى قنوات اليوتويب التي احتضنت الشباب ووجدوا بها ضالتهم من دروس التدريب والتسويق لأنفسهم فيما عجزت الجمعية عن مواكبة تطلعاتهم من الأهداف السامية للجمعية ودعم المبدعين الجدد بديلا عن فرض رسوم عليهم للتدريب في دوراتها او ورشها ما يخالف أهدافها السامية، كما تزعم وكأن القطاع الخاص خارج تغطيتها؟.
لا يوجد أهداف توضع لخطط الفروع بمعنى حين يقام نشاط هنا أو هناك نجد أنه ينفذ على طريقة أداء الواجب ورفع العتب فقط مما أدى لإهدار المال بغير محله، ناهيك ان هناك عزوف الهواة والفنانين عن الجمعية بسبب الإدارة المركزية وتحكم مديري الفروع بوضع الخطط للجان الفنية التي تتوافق مع توجههم بالمجاملة لدى الإمارات بالمناطق، وكأن الجمعية أضحت فقط للعرضة والسامري والدحة وسد حاجات بعض الدوائر الحكومية بمساحات الفنون البصرية، وكأن الجمعية أوجدت لإنقاذهم بالمجان.
الشاهد هنا أن كل ما سبق نقطة في بحر الجمعية، وأتمنى أن ينظر لها بعين ذلك العقلاني الذي يبحث عن حلول لا بعين ذلك المتعالي الذي ينظر لذاته انه فوق الأخطاء.