إن حضور المرأة في المشهد التشكيلي السعودي هو إنجاز لهذا الحراك الذي تفوق على نظرائه من الفنون الأخرى فقد كان لها دور ريادي وكبير بمشاركة الفنانين الرجال برفع الذائقة التشكيلية السعودية وانخراطها بتشكيل مجالس الجمعيات التي تعنى بالفن التشكيلي وإدارتها بكثير من الأحيان فهو قفزة نوعية بالرغم من المعوقات التي تكتنفها في مجتمع يحاصرها كونها أنثى ليس إلا.
لا أود أن أتوقف هنا عند دور المرأة كفنانة تشكيلية أو كقيادية ولكنني سوف أهيم حول جمال المرأة السعودية التي كانت في الكثير الأحيان الملهم للفنان الرجل في منجزاته التشكيلية, الإلهام هذه الهبة الربانية المحفزة لكل مبدع على الأرض هي الأيقونة اللا معقولة التي تفوق مدارك العامة من الناس توصف بالعلامة الفارقة بين الإنسان العادي والإنسان المبدع منها, أي المبدع يستلهم أفكاره الإبداعية التي تُبهر كل رَأي وقارئ لأي منجز فني أو أدبي أو علمي.. فهي خفية وعصية لا تمنح إلا لأُناس قد ألهمهم الله سبحانه وتعالى نوافذ ذهنية تكون بمثابة تأشيرة دخول إلى عقولهم فتخرج لنا من أبواب أحاسيسهم الإبداعية كلوحة فنية أو رواية سردية. فكانت المرأة على مر الأجيال الفنية حاضرة وبقوة في المنجز التشكيلي, دائما ما يبحث الفنان عن الجمال ولب الحقيقة فهما الملهم والغاية المنشودة له, حيث المنجز التشكيلي يرتكز عليهما وحين يأتي بذكر الجمال تُحضر الذاكرة الذهنية للمبدع المرأة بكل تقاسيمها فمنذ الأزل نجد الشعراء والأدباء والفنانين يتغنون بها لكونها رمزا للجمال دون منازع, فالكثير من الفنانين تكون محور لوحاتهم أو منحوتاتهم المرأة بتقاسيم جسدها وجمال وجهها الطبيعي فقد شاب هذا الأمر ما شابه من مد وجزر فقد رسموها بشكل تشويهي بحثا عن فلسفة ما تدور في خلجاتهم والتي تدخل الرأي أو المتلقي بحالة الصدمة البصرية الذهنية لربما ارتبطت بأعراف اجتماعية أو بمعتقدات دينية فبسبب هذه الأدلجة صورت المرأة باللوحة التشكيلية جسداً دون رأس أو رأساً دون جسد, ومن النادر جدا أن نرى عملا متكاملاً يحاكي جمال المرأة الأبدي, فالحقيقة المطلقة لكينونة الرجل أنها -أي المرأة- سبب شقائه وسعادته في الوقت ذاته؛ فهي البقية الباقية من تلك الجنة التي يتوق لها آدم.