الصحفي (الملعون)!

أظهرت دراسة أمريكية أنّ (وظيفة صحفي) تتصدّر قائمة أصعب الوظائف في العالم، إذ إنّ من يعمل في صحيفة يومية يعيش تحت (الضغط العصبي) بحسب الدراسة، وهو ما يجعل متوسط أعمار الصحفيين (قصيرة) في الغالب، وهذا قد لا ينطبق على جميع الصحفيين، (اللهم أطل في عمر رئيس تحريرنا، وعمر رئيس تحرير المبنى المجاور، ونمسك الخشب يا جماعة)!.

العمل الصحفي يسبب (الضغط) أكثر من عمل الشرطي، أو رجل المرور في الشارع، وتزداد المشاكل النفسية لدى الصحفيين أكثر من سائقي (سيارات الأجرة) في مختلف دول العالم، رغم ما يواجهه السائق من تنوُّع في التعامل مع الركاب والحوادث، السبب هو الارتباط بمواعيد تسليم محددة لمواضيع محفوفة بالمخاطر، كما أنّ غلطة الصحفي يراها الجميع ويحتفظون بنسخة منها أيضاً بما فيهم عائلته وأصدقاؤه، أما أخطاء الآخرين فيمكن تداركها قبل اكتشافها، ويمكن حتى أن تمر (مرور الكرام) دون أن يلتفت إليها أحد!.

الصحفي قد يدفع حياته (ثمناً) بسبب كلمة حق يقولها، أو حقيقة يكتبها، كلُّ الصحفيين في العالم يعلمون أنّ هناك من لا يعجبه ما يكتبون دائماً، ولكن البعض يتعامل بذكاء (ليكسب)، والبعض الآخر يرى أنّ (كسرة خبز يابسة، وكأس ماء) كافيه مع الشعور بالكرامة!.

عقلية (رفض الصحفي) لا تزال تخيم على مجتمعاتنا، وحتى الجهات التنظيمية فيها، التي ترفض (عادة) زيارة الصحفيين الأجانب وحتى المحليين، ويُقال إنّ الصحفي لا يجلب إلاّ الصداع!.

الفرنسي (مارك فولفنسبرغر) عاش مؤخراً تجربة صحفية فريدة بزيارة (كوريا الشمالية) التي لا تستقبل عادة الصحفيين الأجانب، ولكنه نجح في إخبار العالم وبالفيديو، أنّ (بيونغ يانغ) ترفِّه عن شعبها بألعاب (الدلافين) كما يحدث في (كاليفورنيا)، وقد شقّت لذلك 50 كلم لنقل مياه البحر، كما شاهد العالم في صور نادرة استخدام الهواتف (المتحركة) في الشوارع عكس ما كان يشاع بمنعها، كما أنّ الجيش ربما نجح الآن في افتتاح (المنتجع العالمي للتزلج) على الثلج، الشبيه بذلك الموجودة في سويسرا!.

كوريا تصف مارك (بالصحفي الملعون)، لأنه انتقد (الصرف الباذخ) لهذه المشاريع، ولكنها رحّبت به (لثلاث مرات) كونه ينقل جانباً مختلفاً يبهر العالم؟!.

وعلى دروب الخير نلتقي.