إن ما يشغل بال منظمي ومتعهدي احتفالات مدينة (بون الألمانية) من الآن، هو هل سيبقى (عجوزان) يقيمان وسط المدينة على قيد الحياة إلى (سبتمبر القادم) أم لا ؟!. السبب أن (العجوزين) يهددان بلدية المدينة بقانون (الحماية من الضوضاء) والذي قد يتسبب في خسائر فادحة لمنظمي احتفالات (نغمات الموج) الصاخبة، وكذلك قد يفسد فرحة (مائة ألف) من زائري المدينة، كما حدث في احتفالات العام الماضي ؟!.
(العجوزان) تقدما بشكوى رسمية على ذمة صحيفة (إكسبرس) الألمانية، لوقف الاحتفالات أو تغيير موقعها، لأنها تشعرهما بالضوضاء والإزعاج، على الرغم من أن الموسيقى المستخدمة فيها من تأليف (بيتهوفن) ابن المدينة البار، والذي يستمتع العالم بسماع أنغامه، ولكن العجوزان لهما رأي آخر، ويجب احترامه وفق القانون؟!.
لن نبحث عن قانون مماثل في مجتمعاتنا العربية، لأننا ببساطة لن نفهم كيف يمكن أن نستفيد منه (دون ضوضاء) ؟! رغم امتلاكنا في (الآداب الإسلامية) ما هو أفضل بكثير، ولكن دون تطبيق ؟!.
هذه الأيام قامت (وزارة النقل) وبالتنسيق مع (المرور) و (البلدية) بحملة لتصحيح وضع مكاتب (تأجير السيارات)، ومن ضمن النقاط التي ارتكزت عليها (الحملة) هي قضية ما تسببه (سيارات التأجير) من زحام وإزعاج لجيران هذه المحلات من خلال حجز المواقف ومضايقة الشوارع..إلخ !.
مراجعة الأنظمة والتصاريح وتطبيق النظام والعقوبة بحق المخالف أمر (رائع) ومطلوب، ولكن ما أعجبني وذكرني (بالعجوزين) أعلاه هو نغمة (مضايقة الجيران)!.
كم نحن بحاجة لمن يذكرنا بحقوقنا (المسلوبة) من التجار (كجيران) ؟ وكيف يمكن للنظام أن يحمينا ويعيدها إلينا ؟ ولو على طريقة (بلدية بون) التي تفكر في تغيير توقيت الاحتفالات، وتقليص المدة!.
لو كنت مسؤولاً في بلدية (بون)، لقدمت تذكرة (درجة أولى) وإقامة شهرين للعجوزين في أجمل المناطق السياحية، حتى تنتهي (الطقطقة) وأجمع الفلوس على سيمفونيات (لودفيج فان بيتهوفن) !.
وعلى دروب الخير نلتقي.