هذا ليس رأيي وحدي، فكل من ستقابله سيقول لك إن مشكلته الرئيسية في الحياة؟! تكمن في طيبته، وأن تعامله الراقي هو ما سبب له (المتاعب)!
نحن ننظر لدواخلنا التي قد يكون فيها من الطيبة الشيء الكثير، وقد نحمل بالفعل سماحة وتصالحاً داخلياً, ولكن الحقيقة المرة أننا نكبت هذه المشاعر ولا تنعكس على تصرفاتنا الخارجية وسلوكنا وتعاملنا مع الآخرين، التي يُقال إن ثلاثة أرباعها مجردة (ردة فعل) لما يصدر منهم، والمضحك أن تصرفاتهم أصلاً قد تكون ردة فعل كذلك لآخرين غيرهم، وهكذا تتسع الدائرة، أي أن كل 3 تصرفات لفظية أو جسدية من أصل 4 مواقف، لا تعكس بالضرورة شخصية صاحبها أو مصدرها!
وإذا كانت الأمور تُقاس بمثل هذه الحقائق النفسانية، والدراسات العلمية، فإن ثمة خطأ في طريقة تفكيرنا، والتي لا يمكن بالطبع أن تكون بمعزل عن الجو العام الذي نعيش فيه، أو عن سياق الحياة المحيط بنا وظروفها، وإلا لعذرنا (الحرامي) عندما يقول إن ذنبه الوحيد أنه عاش حياة (صعبة) وحرمان، وهو ما دفعه للسرقة والنظر لما عند الناس... إلخ!
شئنا أم أبينا الظروف (الحياتية) المُحيطة، لها تأثير واضح ومباشر على شخصياتنا وعلى اهتماماتنا، ولكن الاختلاف يكمن في طريقة التفكير والقدرة على التغيير من الواقع، وهذا قد يحكمه الطموح أو الحلم بمستقبل مشرق ومختلف، وتؤكّده أو تنفيه العزيمة والقرار والإصرار ويصدق ذلك أو يكذبه كله خطواتنا العملية!
لو سألت هل مجتمعنا طيِّب؟! لكانت الإجابة صادمة, لأن المجتمع كله باختلاف أطيافه ومشاربه سيجيبك بأنه طيِّب جداً!
يعيش بيننا (حرامية، ولصوص، ومجرمون، وكاذبون، ومنافقون.. إلخ) لأننا ببساطة مجتمع حي متنفس ومنفتح على الثقافات الأخرى، نؤثّر فيها ونتأثر بها، لذا يجب أن نعترف أولاً أننا مثل بقية المجتمعات فينا الطيِّب وفينا الردي، ثم نعمل بعد ذلك على تعزيز الجانب المشرق والجميل، ونحاول معالجة القصور والتخلّص من السلبيات!
تردون لماذا نتميز (بالطيبة؟!
لأننا نعتقد أننا مجتمع (ملائكي) ومن يخطئ نقول إنه لا يمثِّلنا، وأعتقد أن هذا الاعتقاد وهذه النظرة ليست سوى ردة فعل لنظريتنا أعلاه بأن (كل 3 تصرفات من أصل 4) هي ردة فعل!
يجب أن نعترف بالخطأ، ونحاسب المقصِّر!
وعلى دروب الخير نلتقي.