تعلن جهات عدة أمنية وأسرية وتعليمية حالات التعبئة هذه الأيام، أيام الاختبارات؛ لمواجهة ظواهر مشينة، تصدر من الطلاب، تعبيراً عن درجات الإحساس بالقلق لديهم من هذه الفترة، وهي في الواقع
.. ليست بسبب الاختبارات، لكنها نتيجة ضغوط متراكمة لدى الطلاب، وجعلوا هذه الفترة علة ومبرراً لترجمتها. ومن هذه الظواهر:
التأخر في حضور الامتحانات
تزعج هذه الظاهرة كل التربويين الذين هم على صلة قريبة من الطلبة من الجنسين، وتجعلهم يصدرون ردود أفعال غير متوقعة تجاه المتأخرين؛ إذ إن التأخر في الظروف العادية عن الدراسة قد يتم التجاوز عنه مرة، وقد يتم معاقبة البعض إذا تكرر، لكنه غير مقبول في موسم الاختبارات. ومن الحلول لمواجهة هذه الظاهرة تكثيف توعية الطلاب وأسرهم بضرورة الالتزام بالحضور للاختبارات في الأوقات المحددة، وتعريفهم بالعقوبات المنتظرة لكل من يتخلف أو يتأخر، واختلاف العقوبات لمن يتكرر تأخره، فمثلاً عقوبة من يتأخر عن اليوم الأول هو تأخير منحه ورقة الأسئلة (30) دقيقة، ومن يتأخر في اليوم الثاني تخفيض درجة الاختبار (10) درجات.
الغش
وهو ظاهرة معروفة لدى الطلاب والطالبات بأنها محرمة شرعاً، ومرفوضة بشدة لدى إدارات المؤسسات التربوية الرسمية في المجتمع، كالمدرسة والكلية والمعهد والأكاديمية والمركز، ويلجأ إليها هؤلاء إما رغبة في إشباع غريزة حب تحصيل الدرجة كاملة، وهي بالتأكيد وسيلة خاطئة، أو التعبير عن تمرد البعض على لوائح ضبطهم في صالات وقاعات الاختبارات. ومن الحلول لمواجهتها تعريف التربويين بضوابط الامتحانات، ولاسيما الإدارية منها، كأن تُخصص إدارات المؤسسات التربوية الأسبوع الأخير ليس لمراجعة الدروس والموضوعات وحسب وإنما للتعريف والتأكيد على شناعة هذه الظاهرة. ومن الحلول للتصدي لها تعريف البيت بعقوبات من يرتكب الغش، كحرمان الطالب من أعمال الفصل المقررة كاملة، وإذا تكرر الغش منه يكون العقاب بحرمانه من درجة المقرر كاملة (أعمال الفصل+درجة الاختبار+نصف درجة السلوك).
التفحيط
وهو ظاهرة محرَّمة شرعاً، وممنوعة بشدة لدى مقام وزارة الداخلية؛ لأضرارها المترتبة على ممارستها. وللأسف الشديد يلجأ إليها بعض الطلاب الذين يقصرون في أدائهم للاختبارات سخطاً منهم، إما على حزم البيت المفرط، أو إهماله المفرط، أو صعوبة الأسئلة، أو اتخاذها فرصة للتعبير عن إثبات الوجود. وهذه الوسائل التي يعبّر بها بعض الطلاب تعكس هشاشة تفكيرهم ورغبتهم في التسلط، وتدني إحساسهم بمسؤولياتهم، ولاسيما إذا كانوا في المرحلة الثانوية أو المرحلة الجامعية. ومن الحلول للحد منها محاسبة الطالب الذي تثبت إدانته أمنياً بممارسة هذه الظاهرة بدراسة حالته، وإن لم ينفع هذا الحل يتم حرمانه من النجاح في المادة التي تزامن اختبارها مع ممارسته لهذه الظاهرة حتى وإن نجح فيها، وجعل الطالب من الأسماء غير المرغوب فيها لدى إدارة المدرسة أو ما في حكمها؛ لأن استمرار وجوده قد يتسبب في إفساد الطلاب الآخرين الذين يرافقونه ولديهم ميول لممارسة هذه الظاهرة.
رمي الكتب والملازم
وهذه الظاهرة تُلفت انتباه كل من يسير بممرات قاعات الاختبارات في المؤسسات التربوية الرسمية، وتستوي كل الكتب والملازم عند الطلاب دون اعتبار لما تحتويه من آيات قرآنية وأحاديث شريفة. وبعض الكتب غالية الثمن، وربما غير متوافرة في المكتبات الداخلية في المجتمع، وتم الحصول عليها من خلال التواصل مع دور الكتب من خارج البلاد. وهذا - بلا شك - سوء أدب مع النصوص القرآنية والحديثية، وقلة الإحساس بمعاناة الأسر في توفير الكتب النادرة. ومن الحلول لمواجهة هذه الظاهرة أن تقوم إدارات المؤسسات التربوية بإعادة تدوير استخدام هذه الكتب والملازم للطلاب في الفصول الدراسية التالية مجاناً؛ لأن بعض الطلاب قد لا يستطيع شراء كتاب أو ملزمة لارتفاع أسعارها، أو بيعها عليه بأسعار زهيدة، وجعل ريعها يدخل صندوق الطلاب أو حسابات المشاريع الخيرية التي تقرها لجان وزارة التربية والتعليم أو إدارة الجامعة؛ لمساعدة الأسر الفقيرة في مشاريع الحقيبة المدرسية، وكسوة الشتاء، وكسوة العيد.
الملاسنة والمشاجرة
تحدُث هذه الظاهرة مع بعض الطلاب في قاعات الاختبارات وخارجها، وسببها هو قلة احترام البعض للتربويين الذين حولهم؛ لأسباب منها محاولة الغش، أو استفزاز الملاحظين والمراقبين. وهذا - بلا شك - يشارك فيه التربويون كالأسرة والمدرسة والمعلمين أنفسهم؛ إذ يجب على الأبوين التشديد على أبنائهم من أجل احترام تعليمات وإرشادات المدرسة، ويجب على المعلمين ومن في حكمهم تعريف وتدريب الطلاب على هذه الإرشادات؛ لأنك عندما تتحاور مع بعض الطلاب تجد فيهم البراءة والنقاء وميلهم للخير، وبمجهود متواضع يستطيع المعلم أن يجعل منهم مراقبين لأنفسهم باقتدار.
تناول حبوب منشطة
ويلجأ بعض الطلاب في أيام الاختبارات إلى تناول حبوب منشطة رغبة في زيادة ساعات المذاكرة؛ ويترتب على تناولها نومه متأخراً وفي الصباح يحضر للمدرسة أو الكلية وتركيزه ضعيفٌ أثناء الإجابة، أو يحضر متأخراً. ولها أسماء لدى من يتعامل معها، كنوع البحار، والمتخفي، والطيارة، والبالونة، وبتهوفن، والكابتجون، وبوذا، والقلعة، وأبو وجه، وبلاي بوي، وبلاي استشين، وأبو استفهام، وأبو شمس، والمعوق أو أبو كرسي، وأبو عقرب.. ومن الحلول للحد منها التعريف بها وبأضرارها من خلال إقامة محاضرة لداعية محبب لجيل الشباب ورجل أمن، وعمل معارض عنها في المدارس قرب نهاية كل فصل دراسي بأشكالها وأسمائها وتراكيبها الكيميائية، وأضرارها على الطالب في الحاضر والمستقبل.
وفَّق الله أبناءنا، وحماهم من كل مكروه.