(الفصل المٌلهم)

استطلعت آراء عدد معقول من الشعراء فوجدتهم شتائيين!.

يعشقون الشتاء ويهيمون به حباً ويرونه محفزاً كبيراً للبحث عن الدفء وأهم مناطق الدفء للشعراء هي القصيدة.. عدد مقنع ومهم من الشعراء يمطر إبداعاً في الشتاء بل إن معظمهم ممتن للشتاء على كرمه ولطفه فهو ببرده ومطره وتقلبات طقسه وجمال الصحراء معه وبه ومتعة (الكشتات) فيه من أكبر المحرضات على كتابة الشعر والتفنن فيه والتلاحم معه.

قصائد كثيرة تحدثت عن الشتاء وتغزلت به كلوحة عميقة الفكرة مبهرة التفاصيل و(شبة النار والقهوة وجلسات السمر وطلعات البر والمطر والربيع) ملهمات حاضرة في جل القصائد الشتوية تنطلق منها الكثير من الأفكار وتتمحور حوالها أحاديث السمر والسمار.. الشتاء مٌلهم هكذا يقول البعض ويصفق له الكثيرون.. الشتاء جميل بمطره وبرده يصقل المشاعر والأحاسيس ويجددها.. يوغل في القصي من المشاعر ويستدرجها.. يكسو الإنسان العادي رداء من الشفافية لا يعرفها إلا في الشتاء وهو صدر حان للبوح والسمر بليله الطويل المٌشبع بالتفاصيل الدافئة والهمسات الموقظة للركن اللين الكامن في أعماق النفس وميدان رحب للخيال والحنين والجميل من الذكريات.

الشتاء فصل مبهر وحكاية جميلة للناس.. أغلب الناس.. للشعراء أكثر الشعراء كما أظن وأتوقع وكما سمعت من عدد من الشعراء وكثير من الناس.. ولكوني من عشاق الشتاء فإن حديثي عنه سيكون غزلاً وعشقاً ولن أجبر من يكره الشتاء على عشقه فله من العشاق ما يكفي ويزيد!

فقط عليكم البحث في قصائد الشعراء قديمها وحديثها وستجدون الشتاء حاضراً بقوة بشكل مباشر وغير مباشر في جل القصائد.. حينها ستدركون أن الشتاء رغم قسوة برده من أهم وأجمل بواعث الدفء في أعماق النفوس وخيالات المبدعين.

خطوة أخيرة:

ليل الشتاء برد وهروب وحكايا

نار وشعر ورجال.. صفّة معاميل

لا جاء الشتاء فزّت جميع الخفايا

يا وينكم ياجامعين المحاصيل؟!

ليل الشتاء ميعاد رد الهدايا

لا صار ما يصبر على العطر منديل