رومانسية الشتاء

الرومانسية ليست حكراً على فصل من فصول السنة، فهي تُنسب للأشخاص قبل الزمان والمكان ولكل موسم مزيّته في عيون محبيه، وإن ارتبط فصل الشتاء (بالمطر والبَرَد) (وشبّة الضوء والتعاليل)، (والمكاشيت بلهجة أهل نجد)، (أو القيلات بلهجة أهل الشمال)، إلا أن لرموز الرومانسية والشعر رأياً آخر، ربما قد صدر منهم تحت وطأة تأثرهم من زاوية أخرى تَخصّهم، كقول الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن في جزئية من قصيدته المُغنّاة الشهيرة «جمرة غضى (ليل الشتاء القاسي الطويل)، ويقول الشاعر جرير:

أبُدِّلَ اللَّيْلُ لا تَسْري كواكِبُهُ

أمْ طالَ حتّى حَسِبْتُ النَّجْمَ حَيْرانا

إنَّ العُيونَ التي في طَرْفِها حَوَرٌ

قَتَلْنَنا، ثُمَّ لَمْ يُحْييْنَ قَتْلانا

ويصف الشاعر العذب عبد الله السياري وطأة ليل الشتاء على قلب المحب بقوله:

ثلثين ليل البارحه زل ما نمت

والثلث الآخر بين نايم وغافي

جنب وظهر واليا خفق ناظري قمت

نوم الغريب اللي وحيد ويخافي

وإذا كان فصل الشتاء قد ارتبط عند بعض الشعوب (بالتزلج على الجليد)، (والسيمفونيات الشتوية العتيقة)، فقد ارتبط لدينا بجوانب رومانسية عديدة حتى لو لم (يُشر إليها) بالاسم، إضافة إلى هوايات موسمية (كالمقناص)، كذلك ارتبط فصل الشتاء (بزراعة محاصيل معينة وفي المقابل جني ثمار محاصيل أخرى)، أما البعض فرومانسية الشتاء لديه لا تتجاوز مدى مأكولات ومشروبات معينة (كالحنيني، والمحلا، والزنجبيل).

وقفة: من أوراقي القديمة

كلٍ يقول إن الشتاء ليله طويل

إلا أنا أقول يا قصره معك

حُبّك طفل ما يعترف بالمستحيل

يبيني أهمس كل حلم فمسمعك

كثيرنا بعيونه الحلوه قليل

وأصغر طموحه يوم فيني يجمعك