الضربة الأولى نصف المعركة

قبل أيام انبرى أحد الشعراء في الساحة الشعبية بشجاعة تُحسب لوعيه وطرح ملاحظاته (الموثّقة بالنصوص) على انتاج بعض الأسماء في الساحة الشعبية - بقسوة محب -، مُبدياً ملاحظاته (الموضوعية) على تجاوزات ما كان لها أن تكون، ويمررها بعض الشعراء في - تويتر - مستغلين غياب الرقيب، وغاب عنهم أن الضمير هو - الرقيب الذاتي - قبل الآخرين.. من ملاحظاته اختفاء (الحياء) المفترض أن يَحُول بين بعض الشعراء وخطوة - نشر - بعض نصوصهم بشكل مُخجل ومسيء - لسمعة - الساحة الشعبية، وخطوة الزميل الشاعر ورصده وإن اعترضتها بعض التبريرات الواهية من الآخرين، إلا أنها خطوة تقويم - علاجية - جادة ومنطقية وتحارب السلوك السيئ الدخيل على مجتمعنا المسلم السعودي وعاداتنا وتقاليدنا العربية المشرفة.. عن عمران بن حصين - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «الحَياء لا يأْتي إِلاَّ بِخَيْرٍ» . متفق عليه.

ثم إن الشعر تخليد لسيرة الشاعر سواء - له أو عليه - والنظرة الاستشرافية للشاعر يجب أن تتجاوز الآنية الساذجة التي لا تتجاوز أرنبة أنف واقع بعض التصورات..! يقول الشاعر الشريف الرضي:

ما مَاتَ مَنْ جَعَلَ الزَّمانُ لِسَانَهُ

يَتْلُو مَنَاقِبَهُ مدَى الآبادِ

ويقول الشاعر أبو العتاهية:

حِلْمُ الْفَتَى مِمَّا يُزَيِّنهُ

وتَمَامُ حِلْيَةِ فَضْلِهِ أَدَبُهْ

ثم إن من يقتفي سيرة قدامى الشعراء الشعبيين من جيل الآباء والأجداد يلمس الشيمة والترفُّع عما يسيء الى ذاته وللآخرين والتمسك بالقيم ومكارم الأخلاق.

يقول الشاعر عيد بن خلف العاصمي:

نفسي عزيزه بعض الاشيا تِكزَّه

ويا حبني لأهل النفوس العزازي

وهو ما نتأمله كأجيال أن يكون الإرث المشرف من السلف إلى الخلف في ساحة الشعر الشعبي التي هي جزء لا يتجزأ من المجتمع.

يقول الشاعر عبد الله بن سبيّل:

خطو الولد توّه على شبةٍ له

وجميع هومات المراجل براسه

يقوم بالمعروف دقّه وجلّه

والله مهيٍ له على قو باسه

لهذا فإن خطوة الشاعر المشار إليها أعلاه كانت محل إعجاب الكثيرين ويكفي أن يتبنّاها بشرف ويُقدم عليها بشجاعة ورجولة ومصداقية.. وكما يقول المثل (الضربة الأولى نصف المعركة:

(The first blow is half the battle).

وقفة للشاعر الكبير بدر الحويفي:

أبا أمدح الطيّب ولاني مداري

واللاّش لا خايف ولا حاسبٍ له

الفرق باللي يا صلون المحاري

والا الردي شرهات مثلي تزلّه