اليوم من لديه مناسبة اجتماعية، وإلى جانبه أثر من التراث العمراني، ربما يستغله ليتوسع في مساحة استقبال المدعوين، و ربما يغطيه بطربال أو يكتب على جداره بالبخاخ الأصلي: «حياكم الله على قل الكلافة»!
اليوم، لا تضع المؤسسات الحكومية أي اعتبار للأثر العمراني، بل إنها تعامله، كما تعامل السيارات التي هجرها أصحابها، فتكتب عليه كما تكتب البلدية: «تالف»!
وبالمناسبة، فإنني أجهل بكل صراحة، الحكمة التي تتبناها البلدية، و هي أكثر المؤسسات الحكومية حكمةً، في كتابة «تالف» على تلك السيارات ، و تتركها سنوات في نفس الشارع!
- لماذا لا تتفق البلدية مع شركة سكراب، لتأتي و تشنكلها بونش، و تأخذها مجاناً مع بوسة كبيرة.
في ملتقى التراث العمراني الثالث، و الذي أقيم في المدينة المنورة الأسبوع الماضي، استخدم رئيس هيئة الآثار و السياحة، الأمير سلطان بن سلمان، لهجة حادة، تنبئ عن إجراءات حادة هي الأخرى، تجاه كل من يحاول المساس بأي أثر عمراني. و بصراحة، أنا لا أخشى على هذا التراث من صاحبنا « أبو طربال»، بقدر ما أخاف عليه من حكماء الزمان، البلديات و خلافه! فهؤلاء أسهموا، تحت شعار التطوير، في تحويل تراثنا إلى خراسانات باهتة لا روح و لا حياة فيها، لتتحول هويتنا الضاربة في التاريخ الى مبانٍ إسمنتية للإيجار الشهري و السنوي!!
المؤسف أن رموز الإعلام لم يحركوا ساكناً للدفاع عن التراث العمراني، بل إن بعضهم صفقوا لإزالته.