قضية الازدحام في شوارع الرياض، هي قضية القضايا، فهي تستهلك من الوقت والأعصاب، ما لا تستهلكه قضية أخرى من القضايا اليومية المرهقة. ومهما أنشئت من جسور وأنفاق، ومهما وضعت من خطط وابتدعت من أفكار، تظل الاختناقات المرورية هي سيدة الموقف.
طريق العروبة الجديد، المتفرِّع من الدائري الشرقي، يعاني اختناقات صباحية شديدة جداً. طريق الملك عبدالله، وطريق الإمام سعود بن عبدالعزيز، مع كل الإضافات الإنشائية، لا يزالان يعانيان هما الآخران من اختناقات صباحية ومسائية، مما يدل على أن المشكلة في التخطيط بشكل عام، وليس في الطرق ولا في عدد السيارات.
ولكي تكون الصورة واضحة، سأسأل مسؤولي النقل ومسؤولي المرور ومسؤولي الأمانة:
- لماذا يكون أحد أهم المستشفيات الأهلية على طريق الملك فهد؟! لماذا يُسمح له ولغيره من المنشآت الطبية أو التجارية أن يُنشأ على مرفق نقلي محوري؟! لماذا يُسمح لمطعم شعبي بالغ الشهرة أن يفتح فرعاً على خط الخدمة في طريق حيوي مزدحم أصلاً؟!
«السوق المفتوح»، فهمناه وبلعنا كل الأمواس في سبيله، وصار أكثر من ثلثنا على حد خط الفقر!! لكن فتح السوق على مصراعيه للمستثمر، ليختار أي موقع يريده ليبني فيه مركزه، سيجعل من خطط المرور ومشاريع الطرق داخل المدن بلا فعالية. ولن يكون هناك حل، إلا بإعادة النظر لمستقبل الرياض، على أساس أن مصلحة المواطن فوق مصلحة التجار.