سبق أن طرحت معاناة المعلم الكفيف «موسى محلوي»، الذي ظلمته وزارة التربية والتعليم، وظل ينتظر سنوات طويلة من ينصفه، لكن (لا حياة لمن تنادي). وما بين الهلالين، لازمة ملتصقة على لسان المواطن السعودي، يقولها في نهاية كل شكوى يشتكيها.
إضافة إلى ظلم وزارة التربية والتعليم، لم تلتفت وزارة الصحة لمناداتي لها، بأن تنظر في حال هذا المرض الغريب الذي أصاب معظم أفراد عائلته وحوّلهم إلى كفيفي البصر. ولو أننا في بلد آخر، لتسابق الأطباء المهتمون بالأمراض الوراثية، وأشبعوا هذه الحالة الغريبة بحثاً ودراسة، في محاولة لإيجاد علاج طبي أو جراحي، فلربما يسجل هؤلاء الباحثون سبقاً علمياً تتداوله الأوساط الطبية.
ابنة هذا المعلم، التي نجت من المرض، اجتهدت في دراستها، وحصلت على البكالوريوس، تخصص فيزياء بمعدل عالٍ. تزوّجت في ظروف صعبة، وأصاب ابنها التوحّد. تقدَّمت منذ عام 1430هـ لوزارة الخدمة المدنية ثم لجدارة، ولكن: (اللي أنتم عارفينه)!
ما الذي سيشفع لعائلة فقيرة تقطن جيزان وتعاني كل هذه المعاناة، إن لم يشفع لها الإعلام؟! من سينظر لحال الكفيف المعدم موسى محلوي، ولحال ابنته «وسام» التي تبحث عن عيش كريم لابنها الذي غرق مبكراً في أمراضه، إن لم تنظر المؤسسات الحكومية المعنية لأمرهم؟! هل ننتظر لأن يظهر موسى أو تظهر وسام في قنوات مسيئة، لكي يرويا لهذه القناة حرمانهما من أبسط حقوقهما؟!