تكالبت المعارك والظروف الجوية القاسية على اللاجئين والنازحين السوريين، فقد أدت المعارك الضارية بين الأطراف المقاتلة في سورية وهجمات جيش النظام السوري والمليشيات الطائفية العنصرية المحتلة لسورية، والموجة الثلجية الباردة القادمة من سيبيريا في روسيا، إلى محاصرة السوريين جميعاً وبالذات اللاجئين والنازحين الذين لم يجدوا مأوى يحميهم من البرد القارس وسقوط الثلوج، فتوفي منهم خمسة وعشرون جلهم من الأطفال.
هذا الوضع المحزن للأشقاء السوريين يتطلب حملة إنسانية من جميع الإخوان وبالذات المسلمين والعرب، ففي الوقت الذي ننعم -والحمد لله- بالأمن والأمان والدفئ والمنزل الذي يحمينا من غول البرد، نرى أشقاءنا في سوريا وحتى في الأردن ولبنان وبالذات اللاجئين يموتون من البرد ويعاني أهلهم من قساوة الأجواء، إذ لم تعد الخيام قادرة على حمايتهم من البرودة القاسية وتساقط الثلوج. ولهذا فإن أقل ما يمكن القيام به هو مساعدة هؤلاء المساكين بتقديم ما يفيض عن حاجتنا من البطاطين والملابس، والمسارعة في تنظيم حملات إغاثة لجمع هذه الحاجات وإرسالها لهؤلاء المحتاجين.
إن المبادرة في تقديم العون للأشقاء السوريين وبالذات اللاجئين في دول الجوار وإلى النازحين داخل سوريا واجب ديني وإنساني يفرضه علينا ديننا الحنيف الذي يحث على التكافل، وإنسانيتنا التي تفرض علينا مشاركة الآخرين آلامهم، وما أشد هذه الآلام حينما يعجز الأب عن توفير الدفئ لأبنائه بعد أن عجز عن إيجاد الغذاء والمسكن لأطفاله الأبرياء في ظل نظام ظالم يقتل شعبه بدلاً من أن يوفر لهم الغذاء والمسكن والدفئ.
إن الدول العربية والإسلامية عليها واجب النصرة والوقوف مع هؤلاء المظلومين، وأن تتكاتف جميع الشعوب العربية والإسلامية للقيام بحملات إغاثة وعون للأشقاء السوريين، بدءاً من الحكومات العربية والإسلامية وهيئات الإغاثة والجمعيات الخيرية والأفراد، وإذا ما تبرع كل فرد ببطانية أو شنطة ملابس للأطفال والنساء نكون قد وفرنا ملايين البطانيات والملابس للمحتاجين.
حتماً ستقوم الدول القادرة على تقديم المساعدة، ولكن أنا هنا أطالب وأناشد إنسانية كل إنسان منا بأن يقدم شيئاً بسيطاً سيكون كبيراً وكبيراً جداً إذا ما شارك في تقديمه الجميع.
ساهم في شراء بطانية أو ملابس وحتى التبرع بملابس فائضة لا تحتاجها أنت وأبناؤك لتنقذ طفلاً وأسرة سورية.
في المواقف الإنسانية الحرجة تظهر معدن الأمم والشعوب، وهذا يوم الشعوب العربية والإسلامية لإنقاذ الشعب السوري المحتاج فعلاً إلى المساعدة.